نام کتاب : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 129
ويحرم التعامل معه . . وليكن ذلك وسواه من الأسباب التي دعتني لبحث بعض المسائل التاريخيّة بجدية ومثابرة وأناة . . س : يمكننا أن نفهم بما تقدم : أنّكم تهدفون من بحوثكم التاريخيّة إلى تلمّس الأجوبة عن الأسئلة الدينيّة . . وبعبارة أخرى : إنّكم تعالجون قضايا الدين على أساس النظرة التاريخيّة ؟ ج : إنّا لا نقدّس التاريخ تقديساً عشوائيّاً ، ولا نبحث عن التاريخ لأجل التاريخ ، حتى وكأنّ التاريخ يستحقّ أن يكون معبوداً ، تُقدّم له القرابين ، وتبذل في سبيله الجهود المضنية إلا لشيء إلا لأنّه تاريخ ! ! لا . . إنّنا لا نرى في التاريخ شيئاً من ذلك . . وإنّما نحن نهتم بالتاريخ ، وحين يكون في خدمة الإنسان والإنسانيّة ، وحين يكون له دور في بناء شخصيته الإنسانيّة ، وتأثير في بنيته الأخلاقيّة ، والفكريّة ، والتربويّة ، والاعتقاديّة ، والاقتصاديّة ، وفي رواسبه وخلفياته . . وغير ذلك مما له انعكاس مباشر على حركته وتصرفاته ومواقفه ويقوم بدور هام في سعادة الإنسان أو شقائه ، في سقوطه أو نجاحه ، في سلامته أو في بلائه . . أمّا ذلك الجانب الجامد ، والميت والبائد ، من قضايا التاريخ ، وكذلك بالنسبة للجانب الخرافيّ والأساطيريّ ممّا يسمّى بالتاريخ ، ومعه ذلك الحشو ، الذي لا يصلح إلا للوضع في المتاحف العامة ، ليثير الإعجاب ، لدى هذا أو ليثير حسرة ، وألماً لدى ذاك من دون أن يكون له دور في بناء إنسانيّة
129
نام کتاب : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 129