فقد يكون لها ارتباط بالفقه ، وقد يكون لها ارتباط بالسلوك ، وبالموقف السياسي ، وبالتعامل التربويّ ، وبالحالة العقائديّة ، وبالناحية الاقتصادية والعاطفية ، والعلاقات الاجتماعية ، وبالتفسير ، والرجال وبالقرآن والحديث ، وغير ذلك في آن واحد . .
الأمر الذي يشير إلى صعوبة البحث التاريخي ومشقاته ، على صعيد تحقيق نصوصه ، ثمّ الاستفادة منها في المجالات المختلفة .
ومن الجهة الأخرى ؛ فإنّك حينما تتعرّف على شخصية الوليد بن عقبة ، الذي وصفه القرآن بالفاسق ؛ ثمّ تتعرّف على شخصية أبي ذر ، أو أمير المؤمنين عليه السلام ، وتاريخ حياته ، ومواقفه وخصائصه ، لسوف يختلف موقفك في كلا الحالتين على صعيد الردّ والقبول ، من هذا أو ذاك ، لكلّ ما له ارتباط بالسلوك والعقيدة ، والأحكام ، والأسوة والقدوة ، وغير ذلك .
وإذن . . فإنّ البحث التاريخيّ ضروريّ ولازم ، إذا أردنا أن نضع أنفسنا في الصراط المستقيم ، الذي يحمينا من الأخطار ، التي تمسّ حياتنا ووجودنا .
أما أولئك الذين يأبون الخوض في ذلك ، ويمنعون عنه فإنّهم يرتكبون خطيئة ، بل خيانة كبرى في حقّ أنفسهم ، ثمّ في حقّ الأمّة جمعاء .
سؤال :
كيف تفسّر مظاهر الأسى والألم التي رافقت التشييع المليونيّ للجثمان الطاهر لإمام الأمّة ؟
جواب :
إنّ من الواضح : أنّ الإنسان حين يولد ؛ فإنّه يولد فاقداً لخصائصه وكمالاته الإنسانيّة ، إلا شيئاً من الاستعداد والقابليّة

13