نام کتاب : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 128
والاختلاق إلى هنا أو تفوح منها روائح التعصّب الأعمى ، وما إلى ذلك من عاهات مزمنة وظاهرة . . فتتضافر في نفسه الحوافز لمعرفة الصحيح من السقيم ، والمزيف والمحرّف من السليم ، كما أنّه لا بدّ وأن يحاول التعرّف على دوافع الافتعال ، أو التحريف والتزييف ، وما كان لمثل هذه الأمور من نتائج وآثار ، على مرّ الزمن . . . وحتى لو لم يكن يريد ذلك ، ولا يفكر فيه ، فإنّه إذا رأى ابن عباس مثلاً ، وهو الرجل العاقل الفذ الذي يزجى له التبجيل والتعظيم بلا حساب ، والذي بلغ درجة من العم والفضل والمكانة ، قلّما وصل إليها أحد ، إلا إن كان الأئمة المعصومون عليهم السلام - إذا رأى هذا الرجل - يُتّهم بعمل دنيء وساقط وهو سرقة الموال من بيت مال المسلمين في البصرة ، فإنّ فضوله سوف يدفعه للبحث والتقصيّ ، والتتبع لمعرفة وجه الحق في هذه التهمة ، وكشف النقاب عن دوافع افتعالها ذد هذا الرجل بالذات . وواضح أنّ بعض المسائل قد يساء فهمها إلى حد أنّها تصبح ذريعة لبعض المغرضين لبث سمومهم ، وترّهاتهم ، حتى على مستوى العقيدة والفكر ، ثمّ الحركة والموقف . وكمثال على ذلك نذكر : أنّا قد وجدنا بعض المنحرفين يحاول الاستدلال بقضية ولاية العهد للإمام الرضا عليه السلام على إمكانية التعاون مع الحاكم الظالم ، من وجهة نظر إسلاميّة وذلك يعني أنّه لا مجال لما يقوله الشيعة ويعتقدونه من أنّه يحرم معونة الحاكم الجائر
128
نام کتاب : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 128