نام کتاب : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 117
وقد كان ذلك أمراً طبيعياً ، باعتبار أنّ هؤلاء السذج ، الذين سلّموا واستسلموا لأولئك الشياطين المهرة لم يكونوا قد استضاؤا بنور العلم ، ولا كانت لديهم حصانة كافية ، ولا وعيّ للإسلام ومفاهيمه ، يمكّنهم من الصمود في وجه الهجمة الشرسة ، التي تستهدف تشويه شخصيتهم ، ومسخ كل وجودهم ، وتدمير طاقاتهم من قبل تلك الوحوش الكاسرة ، التي نتعرف كيف تفتك بفريستها . هذا . . إلى جانب الشعور بالحقارة ، والإحساس بالضعف ، بسبب الانبهار بالحضارة المادية التي وجدوها عندهم ، فضاعوا وأضاعوا ، وضلّوا وأضلّوا الطريق ، وعجزوا عن فهم الأمور وتقييمها ، وعن وضع الأمور في نصابها ، بمسؤوليه وتعقّل ووعيّ . وأصبحوا دمية في أيدي أولئك الحاقدين ، يوحون إليهم زخرف القول غروراً ، فارتكبوا في حق دينهم ، وأمّتهم أبشع الجرائم وأفظعها ، ولم يسلم منهم شيء من القيم والمثل ، والمقدسات على الإطلاق ؛ فقد شكّكوا في العقائد الثابتة ، وأثاروا حولها الكثير من الشبهات في أذهان الكثير من السذج والبسطاء ، وشوّهوا ما استطاعوا في التعاليم والمفاهيم الإسلاميّة ، أو كذّبوا بها ، وحاولوا مسخ الكثير من معاني القرآن ، والعبث بمفاهيمه وأحكامه . وكانت مواجهة هذا النوع من الناس صعبة وشاقة للغاية ، فهم يتكلمون باسم العلم ، ويرفعون شعار الثقافة ، والوعيّ ، والحريّة ، والتقدميّة . . . الخ ، وهم يرفعون شعارات الإسلام ، ويحملون هويته أشد كيداً للإسلام ، وأكثر إصراراً على تشويه معالمه ، وأعظم
117
نام کتاب : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 117