نام کتاب : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 116
الخانعة والخاضعة ، والحميمة والحبيبة إلى درجة فاضحة وواضحة . إنّ هذا أمر يدعو إلى التساؤل بل الريب أيضاً . فأعجب بعد هذا ما بدا لك ، وما عشت أراك الدهر عجبا . س : كيف تعامل المؤرخون المسلمون المعاصرون من أبناء المدرستين مع كتابات المستشرقين حول التاريخ الإسلامي ؟ ج : كثيرون من الناس قد بهرتهم النهضة الحديثة للعالم الغربيّ في مجال الاختراعات والتكنولوجيا ، فتخيلوا أنّ التقدّم في مجال ما ، لا ينفك عن التقدم في سائر المجالات بنفس المستوى ، فصاروا يتلقفون بلهفة ونهم كل ما يقدمه لهم الغربيون ، ولا يسمحون لأنفسهم بأكثر من تعلّم كيفية تطبيقه على حياتهم . بل إنّهم قد لا يجدون أنفسهم ملزمين ولو بالسؤال أو تعلّم هذه الكيفية أيضاً . وقد كان الغرب ضنيناً جداً في ما يرتبط بنقل تجاربه للآخرين ، فلم يسمح لهم إلا بأن يكونوا مجرد سوق لبضائعه ومنتجاته ، وفي أحيان كثيرة حقلاً لتجاربه وأبحاثه ، فكان أن انتقلت إليهم الأدواء ، دون أن ينتقل إليهم الدواء ، ولا مكّنوهم منه . وهناك نوع من الناس قد حاولوا أن يأخذوا من العلم بسبب ، فالتجأوا إلى المستشرقين ليأخذوا منهم وعنهم ، ورضوا بأن يتخذوهم أساتذة لهم ، يتربون على أيديهم ، ويتخرجون من مدرستهم وتأثروا بأفكارهم ومفاهيمهم ، ونفث أولئك فيهم سمومهم المهلكة .
116
نام کتاب : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 116