نام کتاب : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 118
أثراً في تقويض دعائمه . وقد امتازت مدرسة أهل البيت عليهم السلام بأنّها كانت أقلّ تأثراً في هذا المجال ، حيث إنّها كانت الوحيدة القادرة على تقديم الضوابط الصحيحة ، والمعايير الدقيقة ، التي من شأنها أن تفقد الآخرين الكثير من الفعاليّة ، والتأثير في رسم الخصائص الفكريّة للإنسان المؤمن المسلم ، في جميع أطواره وأدواره . ثمّ هي تملك من الفعاليّة والتأثير ، والدقة في مجالات التحقيق العلميّ ، مع الاستعداد التام لمواجهة كل سؤال بموضوعيّة وتجرّد ، لأنّها تقدّس الفكر ، وتحترم الدليل ، وتستسلم له ، وتعتبره القائد والسائق ، والسابق واللاحق ، فلن يستطيع أحد أن يزايد عليها في مجالات التحقيق والبحث ، والحرية ، والإنصاف فيهما . ولأجل ذلك نلاحظ : أنّ حالات الانبهار والانسياق وراء الفكر الآخر قد برز فيما بين أتباعها بصورة شاذة ، استطاع كثير من الناس ، حتى الذين لم يكونوا يملكون رصيداً علمياً وثقافياً : أن يدركوا وجود درجة من الخلل في فكر وتوجّهات هذا النوع من الناس ، لأنّ مدرسة أهل البيت في نطاق بنائها لشخصية الإنسان المسلم إنّما تعمل على تحصينه فكرياً ، وعقيدياً بالدرجة الأولى ، إذ أنّها إنّما توقظ فيه أحاسيسه ، ومشاعره وروحه من خلال إيقاظها فطرته ، وفكره وعقله أولاً . س : ما هي الجذور التاريخيّة للاستشراق ؟
118
نام کتاب : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 118