responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 107


أمّا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) ، فهو لا يبيت مبطاناً ، إذ لعلّ بالحجاز أو اليمامة من لا عهد له بالشبع ، أو ما رأى القرص وهو ( ع ) ذلك الرجل الذي لو كان عنده بيتان ، أحدهما من تبن ، والآخر من تبر لأنفق تبره قبل تبنه .
وهل الحضارة هي الاستبداد وقتل الأبرياء ، وتشريدهم في البلاد ، لا لشيء سوى أنّهم يواجهون الحاكم المنحرف بحقيقته وواقعه ؟ أم أنّ الحضارة هي أن بعيش الحاكم هموم شعبه ، ويفرح لفرحهم ، ويحزن لحزنهم ، ويواسيهم بنفسه وماله وولده . . فمعاوية حضاري لأنه قتل الولد صبراً أمام عيني الوالد ، ولأنه تسفك دماء عشرات الألوف من أجل الاستبداد بالسلطة والملك - أمّا أمير المؤمنين علي ، الذي نصّ الله ورسوله على عصمته ، وعلى أنّه مع الحق والحق معه - فهو يمثّل البداوة لأنّه كان يواسي الناس بنفسه ، ويستمع إلى نقدهم ، وإلى آرائهم في حكمه ، وفي مواقفه ، ويترك لهم الحرية في اتّخاذ القرار في ما يرجع إليهم من شؤون ؟ !
وهل الحضارة هي كما كان يريد معاوية أن يفعله ، بأن يقتل شطراً من غير العرب الذين كانوا يعيشون في دولته ، لأنّه رآهم كثروا ، فنهاه الأحنف عن ذلك وحذّره منه .
أمّا البداوة فتتمثل في موقف علّي عليه السلام الذي يقول : إنّه لا يرى فضلاً لبني إسماعيل على بني إسحاق ، وكان يساوي في العطاء بين العبد وسيده . ثمّ هو يوطن نفسه على خوض حرب الجمل بكل ما تحمله من مآس ونكبات في سبيل هذا المبدأ بالذات ! ومن أجل الحفاظ على القيم والمثل العليا .
وهل الحضارة تتمثّل في الجهل كما كان الحال بالنسبة لحكومة الأمويين ؟ أمّا البداوة فلا بدّ أن تتمثل بالعلم والمعرفة ، والتفكير

107

نام کتاب : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 107
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست