responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 78


خلافة عمر الفاروق رضي اللَّه تعالى عنه ثم قام بالأمر بعده أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي اللَّه تعالى عنه . بويع له بالخلافة في اليوم الذي مات فيه أبوبكر رضي اللَّه تعالى عنه ، بوصية من أبي بكر إليه رضي اللَّه تعالى عنهما .
فقام بعده بمثل سيرته وجهاده وثباته ، وصبره على العيش الخشن ، وخبز الشعير ، والثوب الخام المرقع ، والقناعة باليسير ، وفتح الفتوحات الكبار ، والأقاليم الشاسعة . وهو أول من سمي بأمير المؤمنين ، وهو من المهاجرين الأولين صلى إلى القبلتين وشهد بدرا وبيعة الرضوان ، وجميع المشاهد مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم . ولما أسلم رضي اللَّه تعالى عنه أعزّ اللَّه به الإسلام وتوفي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ، وهو عنه راض ، وبشره بالجنة .
ومناقبه رضي اللَّه عنه كثيرة جدا وحسبك أنه كان وزير سيدنا محمد صلى اللَّه عليه وسلم ، وعاش حميدا وتوفي فقيرا سعيدا شهيدا . فما يبغضه إلا زنديق أو حمار مفرط الجهل ، وهو أول من عس في عمله رضي اللَّه تعالى عنه ، أي كان يمشي ليلا لحفظ الدين والناس ، وهابه الناس هيبة عظيمة حتى تركوا الجلوس بالأفنية فلما بلغه رضي اللَّه تعالى عنه هيبة الناس له ، جمعهم ثم قام على المنبر حيث كان أبو بكر رضي اللَّه تعالى عنه يضع قدميه ، فحمد اللَّه تعالى وأثنى عليه بما هو أهله ، وصلَّى على النبي صلى اللَّه عليه وسلم ، ثم قال : بلغني أن الناس قد هابوا شدتي ، وخافوا غلظتي وقالوا : قد كان عمر يشتد علينا ورسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بين أظهرنا ، ثم اشتد علينا وأبو بكر رضي اللَّه تعالى عنه والينا دونه ، فكيف الآن وقد صارت الأمور إليه ؟ ولعمري من قال ذلك صدق كنت مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ، فكنت عبده وخادمه حتى قبضه اللَّه عزّ وجلّ وهو عني راض ، والحمد للَّه وأنا أسعد الناس بذلك . ثم ولي أمر الناس أبو بكر رضي اللَّه تعالى عنه فكنت خادمه وعونه أخلط شدّتي بلينه ، فأكون سيفا مسلولا حتى يغمدني أو يدعني فما زلت معه كذلك حتى قبضه اللَّه تعالى وهو عني راض ، والحمد للَّه وأنا أسعد الناس بذلك . ثم إني وليت أموركم اعلموا أن تلك الشدّة قد تضاعفت ، ولكنها إنما تكون على أهل الظلم والتعدي على المسلمين ، وأما أهل السلامة والدين والقصد فأنا ألين لهم من بعضهم لبعض ، ولست أدع أحدا يظلم أحدا ويتعدى عليه ، حتى أضع خده على الأرض ، وأضع قدمي على الخد الآخر حتى يذعن بالحق . ولكم علي أيها الناس أن لا أخبأ عنكم شيئا من خراجكم وإذا وقع عندي ، أن لا يخرج إلا بحقه ولكم علي أن لا ألقيكم في المهالك وإذا غبتم في البعوث فأنا أبو العيال حتى ترجعوا . أقول قولي هذا وأستغفر اللَّه العظيم لي ولكم .
قال سعيد بن المسيب : وفى واللَّه عمر وزاد في الشدة في مواضعها ، واللين في مواضعه ، وكان رضي اللَّه تعالى عنه أبا العيال ، حتى كان يمشي إلى المغيبات أي التي غاب عنهن أزواجهن ، ويقول : ألكن حاجة حتى أشتري لكن ؟ فإني أكره أن تخدعن في البيع والشراء ، فيرسلن بجواريهن معه فيدخل في السوق ، ووراءه من جواري النساء غلمانهن ما لا يحصى ، فيشتري لهن حوائجهن .
ومن كان ليس عندها شيء ، اشترى لها من عنده رضي اللَّه تعالى عنه . وروي أن طلحة ، رضي اللَّه تعالى عنه ، خرج فرأى عمر رضي اللَّه تعالى عنه ، قد دخل بيتا ثم خرج ، فلما أصبح طلحة ذهب إلى ذلك البيت ، فإذا عجوز عمياء مقعدة ، فقال لها طلحة : ما بال هذا الرجل

78

نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست