responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 77


في سبعمائة بطل إلى الشام فلما نزل بذي خشب ، قبض رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ، وارتدت العرب فاجتمعت الصحابة رضي اللَّه عنهم وقالوا للصديق رضي اللَّه عنه : رد هؤلاء أي أسامة ومن معه ، فقال : واللَّه الذي لا إله إلا هو ، لو جرت الكلاب بأرجل أزواج النبي صلى اللَّه عليه وسلم ، ما رددت جيشا جهزه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ، ولا حللت عقد لواء عقده رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ، وفي رواية لو علمت أن السباع تجر برجلي إن لم أرده ما رددتته . وأمر أسامة [1] رضي اللَّه عنه أن يمضي لوجهه وقال له : إن رأيت أن تأذن لعمر رضي اللَّه عنه بالمقام عندي أستأنس به وأستعين برأيه ، فقال له أسامة رضي اللَّه عنه : قد فعلت . وسار أسامة رضي اللَّه تعالى عنه ، فجعل لا يمر بقبيلة تريد الارتداد ، إلا قالوا : لولا أن لهؤلاء قوة ما خرج مثل هذا الجيش من عندهم ، فلقوا الروم فقاتلوهم وهزموهم ورجعوا سالمين .
وعن عائشة رضي اللَّه تعالى عنها قالت : خرج أبي يوم الردة شاهرا سيفه ، راكبا راحلته ، فجاء علي رضي اللَّه تعالى عنه حتى أخذ بزمام راحلته ، وقال : أقول لك ما قال لك رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يوم أحد : « شم سيفك لا تفجعنا بنفسك فو اللَّه لئن أصبنا بك ، لا يكون للإسلام بعدك نظام أبدا » ومعنى شم اغمد . وقال ابن قتيبة : ارتدت العرب إلا القليل منهم فجاهدهم الصديق حتى استقاموا وفتح اليمامة وقتل مسيلمة الكذاب بها والأسود العنسي الكذاب بصنعاء . وبعث الجيوش إلى الشأم والعراق وقال أبو رجاء العطاردي : دخلت المدينة فرأيت الناس مجتمعين ورأيت رجلا يقبل رأس رجل ويقول : أنا فداؤك ، واللَّه لولا أنت لهلكنا . فقلت : من المقبل والمقبل ؟ فقالوا :
عمر يقبل رأس أبي بكر رضي اللَّه تعالى عنهما ، من أجل قتال أهل الردة . وقالت عائشة رضي اللَّه تعالى عنها : لما قبض رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ارتدت العرب ، واشرأب [2] النفاق ، ونزل بأبي ما لو نزل على الجبال الراسيات لهاضها ، وقال أبو هريرة رضي اللَّه تعالى عنه : واللَّه الذي لا إله إلا هو لو لم يستخلف أبو بكر رضي اللَّه تعالى عنه ، ما عبد اللَّه تعالى . ثم قال الثانية ثم قال الثالثة . قالوا :
وكان من اللين والتواضع على جانب عظيم . ولما مرض ترك التطبيب تسليما لأمر اللَّه تعالى فعاده الصحابة رضي اللَّه تعالى عنهم ، وقالوا ألا ندعو لك طبيبا ينظر إليك ؟ فقال : نظر إلي قالوا وما قال لك ؟ قال : قال لي إني فعال لما أريد .
توفي رضي اللَّه عنه ليلة الثلاثاء بين المغرب والعشاء لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة من الهجرة ، وله رضي اللَّه عنه ثلاث وستون سنة وكان سبب موته كمدا لحقه على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ما زال يذيبه . والكمد الحزن المكتوم ودفن في حجرة عائشة أم المؤمنين مع سيدنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وكانت خلافته رضي اللَّه عنه سنتين وثلاثة أشهر وثمانية أيام .



[1] أسامة بن زيد بن حارثة ، الكناني ، صحابي جليل ، كان النبي صلى اللَّه عليه وسلم يحبه ، مات بالجرف في الحجاز سنة 54 ه - .
[2] اشرأب : علا وظهر .

77

نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 77
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست