responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 79


يأتيك ؟ فقالت : إنه يتعاهدني منذ كذا وكذا بما يصلحني ويخرج عني الأذى . تعني القذر .
ولما رجع رضي اللَّه تعالى عنه من الشام إلى المدينة ، انفرد عن الناس ، ليتعرف أخبار رعيته ، فمر بعجوز في خبائها فقصدها فقالت : يا هذا ما فعل عمر ؟ قال : قد أقبل من الشام سالما فقالت : لا جزاه اللَّه عني خيرا قال : ولم قالت : لأنه واللَّه ما نالني من عطائه منذ ولي أمر المؤمنين دينار ولا درهم . فقال : وما يدري عمر بحالك وأنت في هذا الموضع ؟ فقالت : سبحان اللَّه واللَّه ما ظننت أن أحدا يلي على الناس ، ولا يدري ما بين مشرقها ومغربها ! فبكى عمر رضي اللَّه تعالى عنه ، وقال : واعمراه كل أحد أفقه منك حتى العجائز يا عمر . ثم قال يا أمة اللَّه بكم تبيعيني ظلامتك من عمر ، فإني أرحمه من النار ، فقالت : لا تهزأ بنا يرحمك اللَّه ! فقال : لست بهزاء فلم يزال بها حتى اشترى منها ظلامتها بخمسة وعشرين دينارا ، فبينما هو كذلك ، إذ أقبل علي بن أبي طالب ، وابن مسعود ، فقالا : السلام عليك يا أمير المؤمنين ، فوضعت العجوز يدها على رأسها ، وقالت : وا سوأتاه شتمت أمير المؤمنين في وجهه ، فقال لها عمر رضي اللَّه تعالى عنه : لا بأس عليك رحمك اللَّه . ثم طلب رقعة ، يكتب فيها فلم يجد ، فقطع قطعة من مرقعته وكتب فيها : بسم اللَّه الرحمن الرحيم هذا ما اشترى عمر من فلانة ظلامتها منذ ولي إلى يوم كذا وكذا ، بخمسة وعشرين دينارا فما تدعي عند وقوفه في المحشر بين يدي اللَّه تعالى فعمر منه بريء شهد على ذلك علي بن أبي طالب وابن مسعود رضي اللَّه تعالى عنهما ، ثم دفع الكتاب إلى ولده ، وقال إذا أنا مت فاجعله في كفني ، ألقى به ربي وأخباره رضي اللَّه تعالى عنه في مثل هذا كثيرة جدا .
وذكر الفضائلي أن عمر رضي اللَّه تعالى عنه كتب إلى سعد بن أبي وقاص رضي اللَّه تعالى عنه ، وهو بالقادسية بأن يوجه نضلة الأنصاري رضي اللَّه تعالى عنه ، إلى حلوان العراق ليغير على ضواحيها ، فبعث سعد نضلة في ثلاثمائة فارس ، فساروا حتى أتوا حلوان العراق ، فأغاروا على ضواحيها فأصابوا غنيمة وسبيا ، فأقبلوا بذلك حتى أرهقهم العصر ، وكادت الشمس تغرب ، فألجأ نضلة السبي والغنيمة إلى سفح جبل ، ثم قام فأذن فقال اللَّه أكبر اللَّه أكبر فأجابه مجيب من الجبل : كبرت كبيرا يا نضلة ، فقال : أشهد أن لا إله إلا اللَّه فقال : كلمة الإخلاص يا نضلة ، ثم قال : أشهد أن محمدا رسول اللَّه فقال : هو الذي بشرنا به عيسى بن مريم عليه السلام ، وعلى رأس أمته تقوم الساعة ، ثم قال : حي على الصلاة فقال : طوبى لمن سعى إليها وواظب عليها ، ثم قال : حي على الفلاح ، فقال : قد أفلح من أجاب داعي اللَّه ، ثم قال : اللَّه أكبر اللَّه أكبر لا إله إلا اللَّه ، قال : أخلصت الإخلاص كله يا نضلة ، حرم اللَّه بها جسدك على النار . فلما فرغ من أذانه قام فقال : من أنت يرحمك اللَّه أملك أنت أم من الجن ، أم طائف من عباد اللَّه قد أسمعتنا صوتك فأرنا شخصك فإن الوفد وفد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ، ووفد عمر بن الخطاب رضي اللَّه تعالى عنه ، فانفلق الجبل عن هامة كالرحا ، أبيض الرأس واللحية ، عليه طمران من صوف فقال : السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته ، فقالوا : عليك السلام ورحمة اللَّه وبركاته ، من أنت يرحمك اللَّه ؟ قال :
أبا رزين بن برثملا وصي العبد الصالح عيسى بن مريم عليه السلام ، أسكنني في هذا الجبل ، ودعا لي بطول البقاء إلى حين نزوله من السماء فاقرؤوا عمر مني السلام وقولوا له : يا عمر سدد

79

نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست