responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 343


لك أن تدخل داري بغير إذني ؟ فقال : أذن لي رب هذه الدار . فقال له إبراهيم : صدقت . وعرف أنه ملك فقال له : من أنت ؟ فقال : أنا ملك الموت ، جئت أبشرك بأن اللَّه قد اتخذك خليلا ، فحمد اللَّه تعالى ، ثم قال : ما علامة ذلك ؟ قال : إجابة اللَّه دعاءك وإحياء الموتى بسؤالك . فحينئذ قال إبراهيم : * ( رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَولَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى ولكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ) * [1] إنك قد اتخذتني خليلا وأجبتني إذا دعوتك وروى البخاري عن أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال [2] : « نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال : * ( رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَولَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى ولكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ) * » ورحم اللَّه لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد . ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي « . وقد [3] أخرجه مسلم عن ابن وهب أيضا .
وقوله : نحن أحق بالشك من إبراهيم قال المزني : لم يشك النبي ، ولا إبراهيم صلى اللَّه عليه وسلم في أن اللَّه قادر على أن يحيي الموتى ، وإنما شكا في أنه تعالى هل يجيبهما إلى ما سألاه أم لا . وقال الخطابي : ليس في قوله : « نحن أحق بالشك من إبراهيم » اعتراف بالشك على نفسه ، ولا على إبراهيم ، لكن فيه نفي الشك عنهما . يقول : إذا لم أشك أنا في قدرة اللَّه على إحياء الموتى فإبراهيم أولى بأن لا يشك .
وإنما قال ذلك على سبيل التواضع والهضم من النفس . وكذلك قوله : « ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي » وفيه إعلام أن المسألة من إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، لم تعرض من جهة الشك ، لكن من قبيل زيادة العلم بالعيان . فإن العيان يفيد من المعرفة والطمأنينة ما لا يفيده الاستدلال . وقيل : لما نزلت هذه الآية . قال قوم : شك إبراهيم ولم يشك نبينا . فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم هذا القول تواضعا منه وتقديما لإبراهيم صلى اللَّه عليه وسلم . وسيأتي الكلام على تمام الآية ، في باب الطاء المهملة في الكلام على لفظ الطير .
فائدة أخرى :
قوله تعالى : * ( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها قالَ أَنَّى يُحْيِي هذِه الله بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَه الله مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَه قالَ كَمْ لَبِثْتَ قالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّه وانْظُرْ إِلى حِمارِكَ ولِنَجْعَلَكَ ) * [4] الآية . هذه الآية منسوقة على الآية التي قبلها تقديره ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه وإلى الذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها ، وقيل : تقديره هل رأيت كالذي حاج إبراهيم في ربه « وهل رأيت كالذي مر على قرية ؟ قاله البغوي . وقد اختلف المفسرون وأهل السير ، في ذلك المار . فقال وهب بن منبه : هو أرمياء بن حلقيا ، وكان من سبط هارون وهو الخضر . وقال قتادة وعكرمة والضحاك : وهو عزير بن شرخيا ، وهو الأصح . وقال مجاهد هو كافر شك في البعث واختلفوا في تلك القرية ، فقال وهب وعكرمة وقتادة . هي بيت المقدس . وقال الضحاك : هي الأرض



[1] سورة البقرة : الآية 260 .
[2] رواه البخاري في الأنبياء : 11 ، تفسير سورة : 2 - 46 . ورواه مسلم في الإيمان : 238 ، فضائل : 152 ، ورواه ابن ماجه في الفتن : 23 ، وابن حنبل : 2 - 326 .
[3] رواه البخاري في التعبير : 9 ، أنبياء : 11 - 19 ، تفسير سورة : 12 ، ورواه مسلم في الإيمان : 238 ، وفضائل الصحابة : 152 ، ورواه الترمذي في تفسير سورة : 12 - 1 . وابن حنبل : 6 - 326 - 332 .
[4] سورة البقرة : الآية 259 .

343

نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 343
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست