responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 344


المقدسة . وقال الكلبي : هي دير سابر آياد . وقال السدي : سلماياد . وقيل : دير هرقل . وقيل الأرض التي أهلك اللَّه فيها الذين خرجوا من ديارهم ، وهم ألوف . وقيل : هي قرية العنب ، وهي على فرسخين من بيت المقدس ، وهي خاوية ساقطة . يقال : خوي البيت بكسر الواو يخوي خوى ، مقصورا ، إذا سقط . وخوى البيت بالفتح يخوي خواء ، ممدودا ، إذا خلا . على عروشها سقوفها ، واحدها عرش . وكل بناء عرش . وكان السبب في ذلك على ما ذكره محمد بن إسحاق صاحب السيرة . أن اللَّه تعالى بعث أرمياء إلى ناشية بن أنوص ، ملك بني إسرائيل ، ليسدده ويأتيه بالخبر من اللَّه وكان قوام أمر بني إسرائيل ، بالاجتماع على الملوك وطاعة الملوك أنبياءهم . فكان الملك هو الذي يسير بالجموع والنبي يقيم له أمره ، ويشير عليه برشده ، ويأتيه بالخبر من ربه عزّ وجلّ . فعظمت الأحداث في بني إسرائيل وركبوا المعاصي ، فأوحى اللَّه إلى أرمياء أن ذكر قومك نعمي ، وعرفهم أحداثهم . فقام أرمياء فيهم ولم يدر ما يقول فألهمه في الوقت خطبة طويلة بليغة ، بين لهم فيها ثواب الطاعة ، وعقاب المعصية ، وقال في آخرها عن اللَّه عزّ وجلّ : وإني أحلف بعزتي لأقيضن لكم فتنة يتحير فيها الحكيم ، ولأسلطن عليكم جبارا قاسيا ألبسه الهيبة ، وأنزع من قلبه الرحمة ، يتبعه عدد مثل سواد الليل المظلم . ثم أوحى اللَّه إلى أرمياء إني مهلك بني إسرائيل بيافث ، ويافث أهل بابل ، وهم ولد يافث بن نوح ، فلما سمع أرمياء ذلك صاح وبكى ومزق ثيابه ونبذ التراب على رأسه . فأوحى اللَّه إليه : يا أرمياء أشق عليك ما أوحيت إليك ؟ قال : نعم ، يا رب أهلكني قبل أن أرى في بني إسرائيل ما لا أسر به . فأوحى اللَّه إليه :
وعزتي لا أهلك بني إسرائيل حتى يكون الأمر في ذلك من قبلك ففرح بذلك أرمياء ، وقال : لا والذي بعث موسى بالحق لا أرضى بهلاك بني إسرائيل أبدا ، ثم أتى الملك فأخبره بذلك وكان ملكا صالحا فاستبشر وفرح ، وقال : أن يعذبنا ربنا ، فبذنوب كثيرة ، وإن يعف عنا فبرحمته . ثم إنهم لبثوا بعد الوحي ثلاث سنين لم يزدادوا وإلا معصية تماديا في الشر ، وذلك حين اقترب هلاكهم .
فقل الوحي ودعاهم الملك إلى التوبة فلم يفعلوا فسلط اللَّه عليهم بختنصر فخرج في ستمائة ألف راية يريد أهل بيت المقدس ، فلما قصد سائرا أتى الخبر للملك فقال لإرمياء : أين ما زعمت أن اللَّه عزّ وجلّ أوحى إليك ؟ فقال أرمياء : إن اللَّه لا يخلف الميعاد وأنا به واثق ، فلما قرب الأجل بعث اللَّه إلى أرمياء ملكا متمثلا في صورة رجل من بني إسرائيل فقال له أرمياء : من أنت ؟ فقال أنا رجل من بني إسرائيل أتيتك أستفتيك في أهلي ورحمي وصلت أرحامهم ولم آت إليهم إلا حسنا ولم يزدهم إكرامي إياهم إلا سخطا ، فأفتني فيهم فقال : أحسن فيما بينك وبين اللَّه ، وصلهم وابشر بخير فانصرف الملك فمكث أياما ثم أقبل إليه في صورة ذلك الرجل فجلس بين يديه ، فقال له ارمياء : من أنت ؟ قال : أنا الذي أتيتك أستفتيك في أهلي ورحمي فقال له أرمياء : أما ظهرت أخلاقهم لك بعد ؟ قال : يا نبي اللَّه ما أعلم كرامة يأتيها أحد من الناس إلى رحمه إلا أتيتها إليهم وأفضل قاله له أرمياء : ارجع فأحسن إليهم اسأل اللَّه الذي يصلح عباده الصالحين أن يصلحهم لك . فانصرف الملك ومكث أياما ، ونزل بختنصر وجنوده حول بيت المقدس ، أكثر من الجراد المنتشر . ففزع منهم بنو إسرائيل ، وقال ملكهم لارمياء : أين ما وعدك ربك ؟ فقال أرمياء :
إني واثق بوعد ربي . ثم أقبل الملك على أرمياء ، وهو جالس على جدار بيت المقدس يضحك

344

نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 344
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست