منارة للتوحيد . وليس فيه دين وقيم ، ويريده أن يكون موضعاً لأعظم القداسات . وليس فيه أدب وأخلاق ، ويريده نموذجاً للخلق الإنساني النبيل . وليس فيه رعاية للحرمات ، ويريده أعظم بلد يهتم برعايتها . والإنسان فيه موضع العصيان والطغيان ، ويريده أقدس محل للعبادة والطاعة . وهو يعيش الخوف بأعلى درجاته ، ويريده أعظم موضع للطمأنينة . قال تعالى : * ( وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأرض تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) * [1] . وقال : * ( وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آَمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا ) * [2] . وقال سبحانه : * ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آَمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ) * [3] . وهو مكان لا يرغب الناس فيه ، ولا يفكرون حتى بزيارته فضلاً عن أن يفكروا في الاستقرار والسكنى فيه ، ويريد الله أن تهوى إليه الأفئدة . .
[1] الآية 26 من سورة الأنفال . [2] الآية 57 من سورة القصص . [3] الآية 67 من سورة العنكبوت .