الْمُتَّقُونَ ) * [1] . وفي زمن حكم أمير المؤمنين « عليه السلام » بلغ أهل الكوفة في الاكتفاء الاقتصادي إلى حد أخبر « عليه السلام » عنهم بأنهم ليس فيهم إلا رافِه . مع أن الأحوال في تلك الأزمنة كانت في غاية السوء ، وكان في عهد عمر رجل لا يملك حتى ما يستر به جسده سوى رقعتين يستر بهما عورته ، وسمي هذا الرجل لأجل ذلك : ذا الرقعتين . . كما أنه حين تسلم علي « عليه السلام » زمام الأمور كانت مؤونة المدينة شديدة ، كما في بعض الروايات [2] . . فيلاحظ كيف أن الحال قد تطور في ظل حكمه « عليه السلام » رغم كثرة الحروب والنفقات والانشغالات والصوارف ، وذلك بسبب السياسات الحكيمة والتدبير العالي الذي هيأ للمجتمع الفرصة للارتقاء بالمجتمع إلى الكمال في جميع الاتجاهات . . من يتصدى للتخطيط ؟ ! : ولا يمكن إعطاء الحرية للناس ليبنوا بيوتهم ، وما يحتاجونه من مرافق ومحال على هواهم ، لأن ذلك يؤدي إلى العشوائية والتشويه ، وإلى الوهن والقصور في مختلف الحالات ، ويصعِّب الوصول إلى البلد النموذجي الذي
[1] الآية 34 من سورة الأنفال . [2] بحار الأنوار ج 32 ص 32 عن الكافئة للشيخ المفيد ، وتذكرة الخواص ج 1 ص 351 وراجع : المناقب للخوارزمي ص 178 رقم 216 .