فإن حسن التقدير هو المشار إليه بالتسوية في الخلق مع مراعاة حالة التوازن بين مختلف الشرائح المكونة للمجموع العام ، أو هو تحديد مقادير الحصص المطلوب توظيفها في تحقيق الغرض المعبر عنه بالعدل . . ثم أشير إلى خصوصية الإبداع والتقلب في خياراته بقوله تعالى : * ( فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاء رَكَّبَكَ ) * . ورغم كل هذه الصور المختلفة والمنسجمة في آن ، التي جمعتها هذه الآية ، فإن حقيقة : * ( لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ) * [1] ، تبقى هي الحاضر الأبرز في جميع الأحوال . إن أولياؤه إلا المتقون : وكان رسول الله « صلى الله عليه وآله » في مكة والمدينة وسواها من بلاد الإسلام هو صاحب القرار الحاسم ، لأنه هو الولي والحاكم والمتصرّف في الناس . وهو يعرف الأهداف التي يريد إيصال الناس إليها ، ويعرف ما لديه من إمكانات ، ثم هو أعرف الناس بكيفية الاستفادة منها . . وبصورة عامة ، إن الولي على البلاد والعباد هو النبي ثم هو الإمام في حضوره . . وفي حال غيبته من خلال نصبه العارف بمراداته ، والواقف على أهدافه من العلماء الأبرار المتقين . وقد قال تعالى بالنسبة لإدارة الحرم المكي الشريف : * ( وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اْلله وَهُمْ يَصُدُّوْنَ عَنِ اْلمَسْجِدِ اْلحَرَاْمِ وَمَاْ كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا