فاجتمع قوم من أهل مصر ، فأتوا عليّا ، ونفر من أهل البصرة ، فأتوا طلحة ، ونفر من أهل الكوفة ، فأتوا الزبير . فأما المصريّون فانّهم لما أتوا عليّا وجدوه في عسكر عند أحجار الزيت [1] ، فسلَّم المصريّون على علىّ وعرّضوا ، فصاح بهم ، وطردهم ، وقال : - « ارجعوا لا صحبكم الله . » فانصرفوا من عنده على ذلك . وأتى البصريون طلحة وهو في جماعة أخرى إلى حيث [ 489 ] هو ، وقد أرسل ابنيه إلى عثمان . فسلَّم البصريّون عليه ، وعرّضوا له ، فصاح بهم وطردهم ، وقال قريبا مما قال علىّ . وأتى الكوفيّون الزبير وهو في جماعة وقد سرّح ابنه عبد الله إلى عثمان ، فسلَّموا عليه ، وعرّضوا له ، فصاح بهم وقال مثل ما قال صاحباه . فانصرف القوم إلى عساكرهم وهي على ثلاث مراحل كي يفترق أهل المدينة ، ثم يكرّوا راجعين . فافترق أهل المدينة وكرّوا راجعين . فلم يفجأ أهل المدينة إلَّا والتكبير في نواحي المدينة ، فنزلوا في مواضع عساكرهم . وأحاطوا بعثمان وقالوا : - « من كفّ يده فهو آمن . » وصلَّى عثمان بالناس أياما ، ولزم الناس بيوتهم ، ولم يمنعوا أحدا من الكلام . فأتاهم الناس فكلَّموهم وفيهم علىّ . فقال : - « ما ردّكم بعد ذهابكم ؟ » قالوا : « أخذنا مع بريد كتابا بقتلنا . »
[1] . وزاد في الطبري : عليه حلَّة أفواف معتم بشقيقة حمراء يمانية متقلَّد السيف ، ليس عليه قميص وقد سرّح الحسن إلى عثمان فيمن اجتمع إليه ، فالحسن جالس عند عثمان وعلىّ عند أحجار الزيت . فسلَّم عليه المصريّون . . . ( 6 : 2957 ) .