قليلا أو يزيدون ، من أهل البصرة والكوفة . وخرج أهل مصر ومعهم ابن السوداء ، وكنانة بن بشر ، وسودان بن حمران ، وفي أهل الكوفة زيد بن صوحان ، والأشتر النخعي ، وفي أهل البصرة حكيم بن جبلة وبشر بن شريح وأميرهم حرقوص بن زهير ، ثم تلاحق بهم الناس . فأمّا أهل مصر فإنّهم كانوا يشتهون عليّا ، وأمّا أهل البصرة فإنّهم كانوا يشتهون طلحة ، وأما أهل الكوفة فإنّهم كانوا يشتهون الزبير [1] . وكان خروجهم جميعا ، وقلوبهم شتى في من يختارون ، ولا تشكّ فرقة إلَّا أنّ الفلج معها ، حتى إذا كانوا من المدينة على ثلاث ، تقدّم ناس من أهل البصرة ، فنزلوا ذا خشب ، وناس من أهل الكوفة ، فنزلوا الأعوص ، وجاءهم ناس من أهل مصر وتركوا عامّتهم [ 488 ] بذي المروة ، وقالوا : - « لا تعجلوا ولا تعجلونا ! حتى ندخل المدينة ونرتاد ، فإنّه بلغنا أنّهم قد عسكروا لنا . فواللَّه إن كان أهل المدينة استحلَّوا قتالنا ، وهم لم يعلموا علمنا [2] لهم إذا علموا علمنا أشدّ ، وإنّ أمرنا هذا لباطل ، وإن لم يستحلَّوا قتالنا ، ووجدنا الذي بلغنا باطلا لنرجعنّ إليكم بالخبر . » قالوا : « فاذهبوا ! » فدخل رجلان ، فلقيا أزواج النبىّ - صلى الله عليه - وطلحة ، والزبير ، وعليّا ، وقالوا : - « إنّما نؤمّ هذا البيت ، ونستعفى هذا الوالي من بعض عمّالنا ، ما جئنا إلَّا لذلك . » [ واستأذناهم ] [3] للناس بالدخول ، فكلَّهم أبى ونهى [4] .
[1] . أنظر الطبري ( 6 : 2955 ) . [2] . مط : علمنا لهم . والطبري : علمنا فهم . . . [3] . في الأصل ومط : فاستأذنوهم . وما أثبتناه عن الطبري . [4] . وزاد في الطبري : وقال بيض ما يفرخنّ ( 6 : 2956 ) .