- « قد قبلنا ، فاستوثق لنا ، فإنّا لا نرضى بقول دون فعل . » فقال علىّ : « ذلك لكم . » وأخبر عثمان الخبر ، فقال عثمان : « اضرب بيني وبينهم أجلا تكون لي فيه مهلة ، فإنّى لا أقدر على ردّ ما كرهوا في يوم واحد . » فقال علىّ : « ما حضر بالمدينة فلا أجل فيه ، وما غاب ، فأجله وصول أمرك . » قال : « نعم ، ولكن أجّلنى في ما في المدينة ثلاثة أيام . » فقال علىّ : « نعم . » فخرج علىّ ، وكتب بينهم وبين عثمان كتابا على الأجل ، شرط فيه أن يردّ كل مظلمة ، ويعزل كلّ عامل كرهه المسلمون ، ثم أخذ عليه في الكتاب أعظم ما أخذ الله على أحد من خلقه من عهد أو ميثاق ، وأشهد ناسا من وجوه المهاجرين والأنصار . [ 502 ] فكفّ المسلمون عنه ، ورجوا أن يفي لهم بما أعطاهم . يوم الدار فجعل يتأهّب للقتال ، ويستعدّ بالسلاح ، وكان اتّخذ جندا عظيما من رقيق الخمس . فلمّا انقضت الأيام الثلاثة ، وهو على حاله ، لم يغيّر شيئا مما كرهوه ، ولا عزل عاملا ثار به الناس وهجموا . فدخلوا يومئذ وما سلَّموا عليه بالخلافة ، وقالوا : - « سلام عليكم . » فقال من حضره : « عليكم السلام . » فتكلَّم الناس ، وذكروا ما صنع عبد الله بن سعد بمصر من استيثاره بغنائم المسلمين ، وتحامله عليهم وعلى أهل الذمّة ، فإذا قيل له في ذلك ، قال : - « هذا كتاب أمير المؤمنين . » ثم ذكروا ما أحدثه بالمدينة وأطالوا ، وقالوا :