أمر الخلفاء ، وما أمر الله به من طاعتهم ويقول : - « والعجل ، العجل ، فإنّ القوم معاجلىّ . » فقام قوم يحضّضون على نصره ، وانتدب خلق كثير . وكتب عثمان إلى عبد الله بن عامر بالبصرة : أن اندب إلىّ أهل البصرة ، وكتب إلى أهل البصرة نسخة كتابه إلى الشام . فقامت الخطباء من أهل البصرة بحضرة عبد الله بن عامر يحضّون على نصر [1] عثمان ، وعلى المسير إليه ، فيهم مجاشع بن مسعود ، وهو يومئذ سيّد قيس في البصرة . فتسارع الناس ، وكان أشار مروان على عثمان بمقاربة من حوله من أهل مصر وغيرهم حتى يقوى ، وقال له : - « أعطهم ما سألوك ، وطاولهم ما طاولوك ، وأرسل إلى علىّ يكلَّمهم . » فراسل عليّا وقال : - « إنّ الأمر بلغ القتل ، فاردد الناس عنّى ، فإنّ الله لهم أن أعتبهم من كلّ ما يكرهون ، وأعطيهم الحقّ من نفسي وغيرى ، وإن كان في ذلك سفك دمى . » فراسله علىّ بأنّ : - « الناس إلى عدلك ! أحوج منهم [ 501 ] إلى قتلك ، وإنّى لأرى قوما لا يرضون إلَّا بالرضا ، وقد كنت أعطيتهم في المرة الأولى من العهود ما نقضته ، ولم تف به لهم . » فقال عثمان : « أعطهم اليوم ما يحبّون ، فواللَّه لأفينّ . » فخرج علىّ إلى الناس ، فقال : - « أيها الناس ! إنّكم إنّما طلبتم الحقّ وقد أعطيتموه . إنّ عثمان يزعم أنه منصفكم من نفسه ومن غيره ، وراجع عن جميع ما تكرهون ، فاقبلوا منه . » قال الناس :