كلَّها ممن كان فيه أحد ينسب إلى بجيلة في الجاهلية ، وثبت عليه في الإسلام بغير ذلك فأخرجوه إلى جرير . فلما أعطى جرير حاجته في استخراج بجيلة من الناس وجمعهم ، أخرجوا إلى المثنى مددا له . وكتب عمر يستنفر الناس من أهل الردّة وغيرهم ، فلم يرد عليه أحد إلَّا رمى به المثنى . [ 340 ] يوم البويب ويسمّى يوم الأعشار وبعث المثنى بعد الجسر في من يليه من الممدّين ، فتوافوا إليه في جمع عظيم . وبلغ رستم والفيرزان ذلك ، وأتتهم العيون به ، وبما ينتظرون من الأمداد ، فاجتمعا على أن يبعثا بمهران الهمذاني حتى يريا من رأيهما ويجتمع أمرهما . فخرج مهران في الخيول ، وأمره [1] بالحيرة . وبلغ المثنى الخبر وهو معسكر بين القادسية وخفّان في الذين أمدّوه من العرب . فاستبطن فرات بادقلى ، وأرسل إلى جرير وعصمة ، وإلى كلّ قائد أظلَّه أنّه : - « جاءنا أمر لم نستطع معه المقام حتى تقدموا علينا ، فعجّلوا اللحاق بنا ، وموعدكم البويب . » [2] وسلك المثنى وسط السواد ، وسلك جرير على الجوف ومن كان معه ، حتى انتهوا إلى المثنى وهو على البويب ، ومهران من وراء الفرات بإزائه ، وكان عمر عهد إليهم ألَّا يعبروا بحرا ولا جسرا إلَّا بعد ظفر . فاجتمعوا بالبويب ، واجتمع العسكر على شاطئ البويب الشرقىّ . وكان البويب مغيضا للفرات أيام المدود أزمان فارس يصبّ [3] في الجوف [ 341 ] .
[1] . في الطبري ( 4 : 2184 ) : فأمراه . وفي حواشيه : وأمره ، وأمراؤه . [2] . والبويب نهر بالعراق يأخذ من الفرات ، وقد يسمى يوم مهران ، ويوم الأعشار . كان على المسلمين المثنى بن حارثة ، وعلى الفرس مهران الهمداني وذلك سنة 13 ه . [3] . مط والطبري أيضا ( 4 : 2187 ) : يصبّ .