بهذه الثورة المباركة وصدق الله حيث قال : ( ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ، يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ) . وستواصل بإذن الله مسيرتها حتى بلوغ كامل أهدافها المقدسة حينما يملأ الله الأرض قسطا وعدلا ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر إن الأرض يرثها عبادي الصالحون ، ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ، ونمكن لهم ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون ) . وهذا الاستعراض الوجيز والمقتضب عن سير الحركة الفكرية الاسلامية في إيران يكشف لنامدى أهمية نشر هذه الوثائق التراثية ، وعلى هذا الأساس أقدمت مؤسسة النشر التابعة لجامعة المدرسين [1] في الحوزة العلمية بمدينة قم المقدسة بنشر هذا السفر القيم بوصفه أحد تلكم الحلقات التاريخية المفقودة للحركة الفكرية ، والمأمول أن تتلوه سائر الكتب التراثية بالخروج إلى النور والله الهادي إلى سواء السبيل . نيسابور قال عنها ياقوت الحموي المتوفى سنة 626 في معجمه : ( مدينة عظيمة ، ذات فضائل جسمية ، معدن الفضلاء ، ومنبع العلماء ، لم أر فيما طوفت من البلاد مدينة كانت مثلها ، وهي كثيرة الخيرات . فتحها المسلمون في أيام عثمان صلحا . وأصابها الغز [2] في سنة 548 بمصيبة عظيمة ، وخربوها وأحرقوها . ثم تقلبت بها أحوال حتى عادت أعمر بلاد الله وأحسنها وأكثرها خيرا وأهلا وأموالا لأنها دهليز المشرق . وبقيت على ذلك إلى هجوم التتر سنة 618 ه حيث تمكن التتر برئاسة
[1] جامعة المدرسين هي لجنة تضم الكثير من أساتذة وعلماء الحوزة العلمية . [2] الغز قبائل كانت تعيش في أواسط آسيا ببلاد ما وراء النهر بتركستان .