نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي جلد : 1 صفحه : 39
فوضعه بالموضع الذي هو فيه اليوم وفي رواية : صاح أبو قبيس يا إبراهيم يا خليل الرحمن إن لك عندي وديعة فخذها ، فإذا هو بحجر أبيض من ياقوت الجنة ، فجاء إسماعيل فوجد إبراهيم قد وضع الحجر في مكانه ، فقال : يا أبت من أين لك هذا الحجر ؟ قال : جائني به من لم يكلني إليك ولا إلى حجرك وفي رواية : من عند من لم يتكل على بنائي وبنائك وفي رواية : وضع جبريل الحجر في مكانه وبنى عليه وهو حينئذ يتلألأ تلألؤا من شدة بياضه ، فأضاء نوره شرقاً وغرباً ويمناً وشاماً ، فكان نوره يضيء إلى منتهى أنصاب الحرم من كل ناحية من نواحي الحرم ، وقيل : إنما شدة سواده ؛ لأنه أصابه الحريق مرة بعد مرة في الجاهلية والإسلام ؛ فأما حريقه في الجاهلية فإنه ذهبت امرأة في زمن قريش تجمر الكعبة ، فطارت شرارة من أستار الكعبة ، فأحرقت الكعبة فاحترق الركن الأسود واسود وتوهنت الكعبة ، وكان هو الذي هاج قريشاً على هدمها وبنائها . وأما حريقه في الإسلام ففي عصر ابن الزبير أيام حاصره الحصين بن نمير الكندي ، احترقت الكعبة واحترق الركن فتفلق ثلاث فلق حتى شعبه ابن الزبير بالفضة ، وقيل : سواده لمعنى آخر وتقدم في باب الفضائل . وجعل إبراهيم طول البيت في السماء تسعة أذرع ، وعرضه في الأرض اثنين وثلاثين ذراعاً من الركن الأسود إلى الركن الشامي الذي هو عند الحجر من وجهه ، وجعل عرض ما بين الركن الشامي إلى الركن الغربي الذي فيه الحجر اثنين وعشرين ذراعاً ، وجعل عرض ظهرها من الركن الغربي إلى الركن اليماني أحداً وثلاثين ذراعاً ، وجعل عرض شقها اليماني من الركن الأسود إلى الركن اليماني عشرين ذراعاً ، فلذلك سميت الكعبة ؛ لأنها على خلقة الكعب ، وكذلك بنيان أساس آدم عليه السلام وجعل بابها بالأرض غير مبوب ، حتى كان تبع أسود الحميري هو الذي جعل لها باباً وغلقاً فارسياً وكساها كسوة تامة ونحر عندها . وجعل إبراهيم الحجر إلى جنب البيت عريّاً من أراك يقتحمه الغير فكان زرباً لغنم إسماعيل عليه السلام وحفر إبراهيم عليه السلام جباً في بطن الكعبة على يمين
39
نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي جلد : 1 صفحه : 39