نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي جلد : 1 صفحه : 40
من دخله يكون خزانة البيت ، يلقى فيه ما يهدي للكعبة ، وهو الجب الذي نصب عليه عمرو بن لحي هبل الصنم التي كانت قريش تعبده وتستقسم عنده بالأزلام حين جاء به من هيت من أرض الجزيرة . قال القرطبي في التفسير في سورة البقرة : روي أن إبراهيم وإسماعيل لما فرغا من بناء البيت أعطاهما الله الخيل جزاءً عن رفع قواعد البيت . وعن ابن عباس قال : كانت الخيل وحشاً كسائر الوحوش ، فلما أذن لإبراهيم وإسماعيل برفع القواعد قال الله تعالى : إني معطيكما كنزاً ادخرته لكما ، ثم أوحى إلى إسماعيل أن اخرج إلى أجياد فادع يأتك الكنز ، فخرج إلى أجياد ولا يدري ما الدعاء ولا الكنز فألهمه فلم يبق على وجه الأرض فرس بأرض العرب إلا أجابته ، فأمكنه من نواصيها وذللها له فاركبوها واعلفوها فإنها ميامين وهي ميراث أبيكم إسماعيل . وسمي الفرس فرساً ؛ لأنه يفترس مسافات الجو افتراس الأسد وثوباً ويقطعها بيديه خبطاً وتناولاً ، وسمى خيلاً ؛ لأنها موسومة بالغر ، وسمى عربياً لأنه أعطيه إسماعيل ، وإسماعيل عربي فصارت له نحلة من الله . قال الثعلبي في العرائس : وكان إبراهيم عبرانياً وإسماعيل عربياً فألهم الله أحدهما لسان صاحبه ، فكان إبراهيم يقول : رب هب لي كيناً يعني هات حجراً فيقول له إسماعيل : هناك فخذه . وقال المرجاني في " بهجة النفوس " : وكان إبراهيم يتكلم بالعبرانية وكذلك إسماعيل وإسحاق ، وذلك أن إبراهيم لما خرج هرب من كوثي وخرج من النار عبر الفرات ولسانه سرياني فغير لسانه ، فقيل : عبراني حيث عبر الفرات فبعث نمرود في أثره ، وقال : لا تدعوا من يتكلم بالسريانية إلا ائتوني به ، فوجدوا إبراهيم يتكلم بالعبرانية فتركوه ولم يعرفوه ، وكان سن إبراهيم عليه السلام حين أمر ببناء البيت مائة سنة ، وسن إسماعيل ستة وثلاثين سنة ، وفي رواية ذكرها الأزرقي : إن سن إسماعيل يومئذ عشرون سنة . واعلم أن إبراهيم عليه السلام أول نبي بعد نوح ، وأول من لبس
40
نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي جلد : 1 صفحه : 40