نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي جلد : 1 صفحه : 194
الله تعالى أوحى إلى الجبال أن السفينة أي سفينة نوح ترسو على واحد منها فتطاولت ، وبقي الجودي لم يتطاول تواضعاً لله تعالى فاستوت السفينة عليه وبقيت عليه أعواده . وقال مجاهد : تشامخت الجبال وتطاولت لئلا ينالها الغرق ، فعلا الماء فوقها خمسة عشر ذراعاً ، وتواضع الجودي فلم يغرق ورست السفينة عليه . ويقال : إن الجودي من جبال الجنة فلهذا استوت عليه . ويقال أكرم الله ثلاثة جبال بثلاثة نفر : الجودي بنوح ، وطور سيناء بموسى ، وحراء بمحمد صلى الله عليه وسلم ذكره القرطبي . وقال : لما تواضع الجودي وخضع عز ، ولما ارتفع غيره واستعلا ذل ، وهذه سنة الله في خلقه يرفع من يخشع ويضع من ترفع . ولقد أحسن القائل : وإذا تذللت الرقاب تخضعاً * منا إليك فعزها في ذلها ومن ذلك قصة " القصواء " ناقة النبي صلى الله عليه وسلم التي كانت لا تسبق فسبقها قعود لأعرابي يوماً ، فقال صلى الله عليه وسلم : " إن حقاً على الله أن لا يرفع شيئاً في الدنيا إلا وضعه " . انتهى . وبحرم مكة اثنا عشر ألف جبل ذكره الأزرقي في الجبال ، وفي أبي قبيس انشق القمر للنبي صلى الله عليه وسلم كما ذكره الحافظ قطب الدين الحلبي ؛ لأنه قال : كان يرى نصفه على قعيقعان ونصفه الآخر على أبي قبيس . وذكر القطب أن أبا نعيم الحافظ روى بسنده إلى ابن عباس أن ذلك يعني انشقاق القمر ليلة أربع عشرة فانشق القمر نصفين نصفاً على الصفا ونصفاً على المروة . انتهى . والصفا محسوب من أبي قبيس على ما ذكره العلماء فلا يضاد ما ذكره القطب من أن نصف القمر على أبي قبيس . وذكر القرطبي في ذلك خبراً وقال : اجتمع المشركون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا : إن كنت صادقاً فاشقق لنا القمر فرقتين ؛ نصف على أبي قبيس ونصف على قعيقعان . فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن فعلت تؤمنون بي " . قالوا : نعم . وكانت تلك ليلة بدر فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه أن يعطيه ما قالوا : فانشق القمر فرقتين ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي المشركين : " يا فلان يا فلان ، اشهدوا " . وأما كون الانشقاق وقع في أبي قبيس في الموضع الذي يقوله الناس
194
نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي جلد : 1 صفحه : 194