نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي جلد : 1 صفحه : 193
قال المرجاني : ولم نعلم أن بحرم مكة جبلاً يقال له : قديداً ، إنما قديد بينها وبينه مقدار أربعة أيام أو خمسة . والطور اسم الجبل الذي كلم الله عليه موسى ، وهو أحد جبال الجنة ، وعن عمرو بن عوف قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أربعة جبال من جبال ، أو أربعة أنهار من أنهار الجنة ، وأربعة ملاحم من ملاحم الجنة " . قيل : فما الأجبل ؟ قال : " أحد جبل يحبنا ونحبه ، والطور من جبال الجنة ، ولبنان من جبال الجنة وخصيب من جبال الجنة وهو بالروحاء والأنهار : النيل والفرات وسيحان وجيحان ، والملاحم : بدر وأحد والخندق وخيبر " . قال : التوربشتى شارح المصابيح وفي قوله صلى الله عليه وسلم : " أربعة أنهار من أنهار الجنة " . الحديث وجهان ؛ أحدهما : أن نقول : إنما جعل الأنهار الأربعة من أنهار الجنة ؛ لما فيها من السلاسة والعذوبة والهضم وتضمنها البركة الإلهية وتشرفها بورود الأنبياء إليها وشربهم منها ، وذلك مثل قوله صلى الله عليه وسلم في عجوة المدينة : " إنها من ثمار الجنة " . والآخر أن نقول : يحتمل أنه سمى الأنهار التي هي أصول أنهار الجنة بتلك الأسامي ؛ ليعلم أنها في الجنة بمثابة الأنهار الأربعة في الدنيا ، أو لأنها مسميات بتلك المسميات فوقع الاشتراك فيها . انتهى . والطور هو الذي أقسم الله تعالى به بقوله : " والطور وكتاب مسطور " . لفضله على الجبال إذ روى أن الله أوحى إلى الجبال أني مهبط على أحدكم أمري يريد رسالة موسى فتطاولت كلها إلا الطور فإنه استكان لأمر الله وقال : حسبي الله . فأهبط الله الأمر عليه ذكره ابن عطية . وروي أن
193
نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي جلد : 1 صفحه : 193