responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي    جلد : 1  صفحه : 146


وقد اختص بأن غسل منه بطن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما ثبت في الصحيحين في حديث المعراج بعد البعثة ، وفي ذلك دليل على فضيلة ماء زمزم على غيره من المياه إذ غسل منه هذا المحل الجليل في هذا الموطن الرفيع .
قال ابن أبي جمرة لقائل أن يقول : لم لم يغسل بماء الجنة الذي هو أطيب وأبرك ؟ والجواب : أنه لو غسل بماء الجنة دون استقراره بالأرض لم يبق لأمته أثر بركته ، فلما غسل بماء زمزم وهو مما استقر من ماء السماء بالأرض على ما قاله ابن عباس في تفسير قوله تعالى : " وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون " . فقال : كل ما في الأرض إنما هو مما ينزل من السماء . وقد جاء في الأثر : أن ما من مطر ينزل إلا وفيه مزاج من الجنة أو بعضه مع زوائد .
فوائد جمة ؛ منها : ما ذكرناه من إبقاء البركة للأمة . ومنها : أنه خص مقره بهذه الأرض المباركة . ومنها : أنه خص به الأصل المبارك وهو إسماعيل عليه السلام ومنها : أنه خص بما لم يخص به غيره من المياه بأن جعل فيه لهاجر أم إسماعيل عليه الصلاة والسلام غذاءً ، فكان يغنيها عن الطعام والشراب . ومنها : أن ظهوره كان بواسطة الأمين جبريل عليه السلام فكان أصلاً مباركاً في مقر مبارك بواسطة فعل أمين مبارك ، فاختص به هذا السيد المبارك فكان ذلك زيادة له في التشريف والتعظيم ، والله تعالى يفضل من يشاء من مخلوقاته حيواناً كان أو جماداً ، فجاء بالحكمة العجيبة في الملة الجليلة ملة إبراهيم بالمقال ، وفي الماء ملك إسماعيل بلسان الحال . انتهى كلامه .
وهل المراد بالبطن الذي غسل بزمزم البطن نفسه أو ما في البطن وهو القلب ؟ قال ابن أبي حمزة : الظاهر أن المراد القلب ؛ لأنه جاء في رواية أخرى ذكر القلب ولم يذكر البطن . وقال : ويمكن الجمع بينهما بأن يقال : أخبر صلى الله عليه وسلم مرة بغسل البطن ولم يتعرض لذكر القلب ، وأخبر مرة بغسل القلب ولم يتعرض لذكر البطن ، فيكون الغسل قد حصل فيهما جميعاً معاً مبالغة في تنظيف المحل . انتهى .
وكان الشيخ سراج الدين البلقيني فيما يحكى عنه يفتي بأن ماء زمزم أفضل من ماء الكوثر .
ويذكر أن السلطان صلاح الدين أبا المظفر يوسف بن أيوب كان إذا عاد من

146

نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي    جلد : 1  صفحه : 146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست