نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي جلد : 1 صفحه : 147
الغزو نفض ثيابه من غبار الغزو على نطع وأمر من يجمعه ، وأن ذلك الغبار عجن بماء زمزم وجعل لبنة لطيفة وجعلت تحت رأسه في قبره . ومن خواص ماء زمزم أنها لم تنزف من ذلك الوقت إلى يومنا هذا ولم يذم . ومنها : أنه يبرد الحمى كما رويناه عن النبي صلى الله عليه وسلم في باب الفضائل ومنها : أنه يذهب بالصداع كما ذكره الضحاك بن مزاحم . ومنها : أنه يفضل مياه الأرض كلها طباً وشرعاً كما ذكره بدر الدين الصاحب المصري في تأليفه " نقل الكرام وهديه دار السلام " ، وأنشد لنفسه أبياتاً حسنة في مدح ماء زمزم . ومنها : أن الاطلاع فيها يجلو البصر كما ذكره الطحاوي . ومنها : أن ماءها يحلو ليلة النصف من شعبان ويطيب على ما ذكره ابن الحاج المالكي في منسكه . قال الضحاك بن مزاحم : بلغني أنه سيأتي عليها زمان تكون أعذب من النيل والفرات . قال أبو محمد الخزاعي وقد رأينا ذلك في سنة إحدى وثمانين ومائتين وذلك أنه أصاب مكة أمطار كثيرة فسال واديها بأسيال عظام في سنة تسع وسبعين ، وسنة ثمانين ومائتين فكثر ماء زمزم وارتفع حتى قارب رأسها ، فلم يكن بينه وبين شفتها العليا إلا سبع أذرع أو نحوها ، وما رأيتها قط كذلك ولا سمعت من يذكر أنه رآها كذلك ، وعذبت جداً حتى كان ماؤها أعذب من مياه مكة التي يشربها أهلها ، وكنت أنا وكثير من أهل مكة نختار الشرب منها لعزوبته وإنا رأينا أعزب من مياه العيون . ومنها : أنه يكثر في ليلة النصف من شعبان في كل سنة بحيث إن البئر يغص بالماء على ما قيل ، لكن لا يشاهد هذا إلا الأولياء ، وممن شاهد ذلك الشيخ الصالح أبو الحسن على المعروف بكرباج على ما نقله بعضهم عن الشيخ فخر الدين النوري عنه . ومنها : أن من حثى على رأسه ثلاث حثيات منها لم تصبه ذلة أبداً على ما وجد في كتاب
147
نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي جلد : 1 صفحه : 147