responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي    جلد : 1  صفحه : 133


من الصفا وقالت : لو مشيت بين هذين الجبلين تعللت حتى يموت الصبي ولا أراه . فمشت بينهما أم إسماعيل حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها ، ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتى جاوزت الوادي ، ثم أتت المروة فقامت عليها ونظرت فلم تر أحداً ففعلت ذلك سبع مرات ، فلذلك شرع السعي بينهما سبعاً ، فلما أشرقت على المروة سمعت صوتاً فقالت : صه تريد نفسها ثم تسمعت فسمعت أيضاً فقالت : قد أسمعت إن كان عندك غواث ، فخرج لها جبريل فاتبعته حتى وصل عند زمزم فبحث بعقبه أو بجناحه حتى ظهر الماء ، وتقول بيدها هكذا وتغرف من الماء في سقائها وهو يفور بعد ما تغرف فشربت وأرضعت ولدها ، وقال لها جبريل عليه السلام : لا تخافي الضيعة فإن ها هنا بيت الله عز وجل يبنيه هذا الغلام وأبوه ، وإن الله تعالى لا يضيع أهله . وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم أو قال : لو لم تغرف من الماء لكانت عيناً معيناً " .
قال القرطبي في تفسيره : لا يجوز لأحد أن يتعلق بهذا في طرح ولده وعياله بأرض مضيعة ، اتكالاً على العزيز الرحيم ، واقتداء بفعل إبراهيم الخليل ، كما فعله غلاة الصوفية في حقيقة التوكل ، قال : إبراهيم فعل ذلك بأمر الله تعالى ؛ لقوله في الحديث : آلله أمرك بهذا ؟ قال : نعم .
وقد روي أن سارة لما غارت من هاجر بعد أن ولدت إسماعيل خرج بها إبراهيم عليه السلام إلى مكة فروي أنه ركب البراق هو وهاجر والطفل فجاء في يوم واحد من الشام إلى مكة ، وأنزل ابنه وأمه هناك وركب منصرفاً من يومه ، وكان ذلك كله بوحي من الله عز وجل فلما ولّى دعا . انتهى كلامه .
فبينما هاجر وابنها كذلك إذ مر ركب من جرهم قافلين من الشام في الطريق السفلي ، فرأى الركب الطير على الماء فقال بعضهم : ما كان بهذا الوادي من ماء ولا أنيس فأرسلوا جريين لهم حتى أتيا أم إسماعيل فكلماها ، ثم رجعا إلى ركبهما فأخبراهم بمكانها ، فرجع الركب كلهم حتى حيوها فردت عليهم ، وقالوا : لمن هذا لماء ؟ قالت أم إسماعيل : هو لي . قالوا : أتأذنين لنا أن نسكن معك ؟ قالت : نعم . قال النبي

133

نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي    جلد : 1  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست