نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 70
وبغير أمثال . وكان أول ما تكلم به من الإنجيل ، على ما في إنجيل متى : طوبى للمساكين القانعة قلوبهم بما عند ربهم ، بحق إن لهم ملكوت السماء ، طوبى للجياع العطاش في طاعة الله ، طوبى للصادقين في قولهم ، التاركين للكذب ، الذين هم ملح الأرض ونور العالم . لا تقتلوا ، ولا تسخطوا أحدا ، وأرضوا من سخط عليكم ، وصالحوا خصمكم ، ولا تزنوا ، ولا تنظروا إلى غير نسائكم ، فإن كانت عينكم اليمنى تدعوكم إلى الخيانة ، فاقلعوها حتى تنجوا بأبدانكم ، ولا تطلقوا نساءكم من غير زنية [1] ، ولا تحلفوا بالله صادقين ولا كاذبين ، ولا بسمائه ، ولا بأرضه ، ولا تقاوموا الشر ، ولكن من لطمك على عارضك الأيمن ، فأقبل إليه بعارضك الأيسر ، ومن أراد أن ينزع قميصك ، فأعطه أيضا رداءك ، ومن سخرك ميلا ، فانطلق معه ميلين ، ومن سألك فأعطه ، ومن استقرضك فأقرضه ولا تحرمه . قد سمعتم أنه قد قيل : أحبب قريبك وابغض عدوك ! أما أنا فإني أقول لكم : أحبوا أعداءكم وصلوا من قطعكم ، وافعلوا الخير إلى من بغضكم . إن كنتم تحبون الذين يحبونكم فأي أجر لكم ؟ لا تظهروا صدقاتكم بين أيدي البشر ، لاتعلم شمائلكم بما عملت أيمانكم ، لاتراؤوا الناس بصلاتكم ، وإذا صليتم فأدخلوا بيوتكم ، وأغلقوا أبوابكم ، ولا يسمعكم أحد ، وإذا صليتم فقولوا : أبانا الذي في السماوات يقدس اسمك ، ويأتي ملكوتك ، تكون مشيئتك كما في السماء وعلى الأرض ، خبزنا كفافنا أعطنا اليوم ، واترك لنا الذي علينا كمثل ما نترك نحن لغرمائنا ، ولا تدخلنا في تجربة يا رب ! ولكن نجنا من الشرير . ولا تظهروا صيامكم للبشر ، إذا صمتم لله ربكم ، ولا تغيروا وجوهكم ليراكم الناس ، فإن ربكم يعلم بحالكم . لا تدخروا الذخائر حيث السوس والأرضة الاكلة يفسدن ، وحيث اللصوص .