نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 35
ثم دخل ، فقال لفرعون : أنا رسول رب العالمين ، بعثني إليك لتؤمن به ، وتبعث معي بني إسرائيل . فأعظم فرعون ذلك ، فقال له : إيت بآية نعلم بها صدقك ! فألقى عصاه ، فإذا هي ثعبان عظيم قد فتح فاه ، وأهوى نحو فرعون ، فسأل موسى أن ينحيه عنه ، ثم أدخل يده في جيبه وأخرجها بيضاء من غير سوء برص . وكان فرعون أراد أن يصدقه ، فقال له هامان : أما في عبيدك ، أيها الملك ، من يعمل مثل هذا ؟ فأحضر السحرة من جميع البلاد ، وخبروا بخبر موسى ، فأقاموا حينا يعملون من جلود البقر حبالا مجوفة وعصيا مجوفة ، ويزوقونها ، ويصيرون فيها الزيبق ، ثم أحموا المواضع التي أرادوا أن يلقوا فيها الحبال والعصي ، ثم جلس فرعون ، وأحضره ، فألقى السحرة حبالهم وعصيهم ، فلما حمي الزيبق تحرك ، ومشت الحبال والعصي ، فألقى موسى عصاه ، فأكلت ذلك كله ، حتى لم يبق منه شئ ، ونكص السحرة ، فقتل فرعون من قتل منهم . وبعث الله موسى بآيات إلى فرعون : العصا ، ثم اليد التي خرجت من جيبه بيضاء ، ثم الجراد ، ثم القمل ، ثم الضفادع ، ثم الدم وموت الأبكار ، فلما اتصل بهم هذا قال له فرعون : إن كشفت عنا الرجز آمنا وأخرجنا معك بني إسرائيل . فكشف الله عنهم ، ولم يؤمنوا . وأمر الله موسى أن يخرج بني إسرائيل ، فلما أرادوا الخروج طلب جسد يوسف بن يعقوب ليحمله معه ، كما أوصى يوسف بني إسرائيل ، فأتته شارح بنت آشر بن يعقوب ، فقالت : تضمن لي البقاء حتى أدلك عليه ؟ حتى ضمن ذلك لها فصارت به إلى موضع من النيل ، فقالت له : هو هاهنا ! فأخذ موسى أربع صفائح ذهب ، فصور في واحدة صورة نسر ، وأخرى صورة سبع ، وأخرى صورة إنسان ، وأخرى صورة ثور ، وكتب في كل صفيحة اسم الله الأعظم ، وألقاها في الماء ، فطفا تابوت الحجارة الذي كان فيه جسد يوسف ، وبقيت في يد موسى صفيحة واحدة فيها صورة ثور ، فوهبها لشارح بنت آشر ،
35
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 35