نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 36
وحمل التابوت . وقفل موسى ببني إسرائيل ، وهم ستمائة ألف إنسان بالغ ، واتبعه فرعون وجنوده ، فغرقهم الله جميعا ، وكانوا ألف ألف فارس ، وقيل هبط جبريل ، وفرعون وأصحابه يحاولون الدخول أثرهم ، وإذ قد نزل جبريل بعد أن لم يجزع من خيل فرعون فرس واحد ، وكان تحت جبريل مهرة ، وكان تحت فرعون فرس طويل الذنب ، فدخل جبريل البحر ، فنظر فرس فرعون إلى مهرة جبريل ، فاقتحم اثرها البحر ، وتبعه أصحابه فغرقوا كلهم ، أعني فرعون وجميع أصحابه ، وأنطبق البحر عليهم ، وصار موسى إلى التيه . وجعل بنو إسرائيل يستعجلونه ليدخل إلى الأرض المقدسة ، فأوحى الله إلى موسى أنها محرمة عليهم أربعين سنة ، فأقاموا في التيه ، واشتد بهم العطش ، فأوحى الله إلى موسى أن يضرب بعصاه الحجر ، فقام موسى مغضبا ، فضرب الحجر ، فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا لكل سبط عين يشربون منها ، فأوحى الله إلى موسى أنك ضربت الحجر قبل أن تقدسني ، ولم تذكر اسمي ، وأنت أيضا فلا تخرج من التيه ، وأمره أن يبني فيه قبة الزمان ، ويجعل فيها الهيكل ، ويجعل في الهيكل تابوت السكينة ، ويكون هارون كاهن ذلك الهيكل الذي لا يدخله غيره ، فجمع غزول نساء بني إسرائيل ، فنسجت ، وجمع الحلي ، وعمل سرادقا طوله مائة ذراع في صدره الهيكل وفي صدر الهيكل تابوت السكينة . وكان عمله ذلك في السنة الثانية من خروجه من مصر ، وجعل فيها مائدة من ذهب ، وجعل للقبة أجراس ذهب ، وكلل القبة بالجوهر ، وجعل فيها مجمرة ذهب للدخنة ، وجعل فيها منارة ذهب مكللة بالجوهر ، فكان هارون وحده يدخل القبة ويقدس الله ، وموسى على الستر ، وسائر بني إسرائيل في السرادق . وكانت غمامة تجلل القبة ، ولا تبرحها ، وأمرهم الله أن يقربوا قربانهم ، وقال لموسى : قل لبني إسرائيل يقربون قربانا سليما من العيوب من البقر والغنم ، ويجعلون شحم القربان على المذبح ، وينضحون الدم أيضا عليه ، وما كان من
36
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 36