نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 34
وقبلوا يديه ورجليه ، واتخذهم شيعة . ودخل يوما مدينة من مدائن مصر ، فإذا رجل من شيعته ينازع رجلا من آل فرعون ، فوكزه موسى ، فقتله ، ونذر به فرعون وآل فرعون وأرادوا قتله ، فلما علم ذلك خرج وحيدا على وجهه ، حتى صار إلى مدين ، وأجر نفسه من شعيب النبي ابن نويب بن عيا بن مدين بن إبراهيم على أن ينكحه إحدى ابنتيه . فلما قضى موسى الاجل سار بامرأته يريد بيت المقدس ، على ما قص الله ، عز وجل ، من خبره في كتابه العزيز ، فبينا موسى يسير في طريقه إذ رأى نارا ، فقصد نحوها ، وخلف أهله ، فلما دنا منها إذا شجرة تضطرم من أسفلها إلى أعلاها نارا ، فلما دنا منها تأخرت نفسه ، ووجل واشتد رعبه ، فناداه الله جل وعلا : يا موسى أقبل لا تخف ! إنك من الآمنين . فسكن عنه رعبه ، وأمره الله أن يلقي عصاه ، فألقاها ، فإذا هي حية كالجذع ، فأمره الله أن يأخذها ، فصارت عصا . وبعثه الله تعالى إلى فرعون ، وأمره أن يأتيه ، ويدعوه إلى عبادة الله ، فعظم ذلك في قلب موسى ، فقال الله : إني آمرك إلى عبد من عبيدي بطر نعمتي وأمن مكري ، وزعم أنه لا يعرفني ، وإني أقسم بعزتي لولا العدل والحجة التي وضعتها بيني وبين خلقي لبطشت به بطشة جبار تغضب لغضبه السماوات والأرض . فقال : اللهم اشدد عضدي بأخي هارون ، وإني قتلت منهم نفسا ، فأخاف أن يقتلون [1] ! فقال له الله : قد فعلت ذلك ، فاذهب أنت وأخوك بآياتي ، فأخرجا بني إسرائيل ! هذا أوان إخراجي إياهم من الرق والعبودية . فرد موسى امرأته إلى أبيها ، وصار إلى فرعون هو وأخوه هارون ، وأعلمه ما بعثه الله به ، وخبر بني إسرائيل ، فعظم سرورهم ، وعلموا أن يوسف صدقهم . ثم ساروا إلى باب فرعون ، وعليه مدرعة صوف ، وفي وسطه حبل ليف ، وفي يده عصا ، فمنع من الدخول ، فضرب الباب بالعصا ، فانفتحت الأبواب ، .