نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 247
أنحر لك أحدهم . وحفر حتى وجد سيوفا ، وسلاحا ، وغزالا من ذهب مقرطا ، مجزعا ، ذهبا وفضة ، فلما رأت قريش ذلك قالوا : يا أبا الحارث . . . [1] من فوق الأرض ومن تحتها ، فأعطنا هذا المال الذي أعطاك الله ، فإنها بئر أبينا إسماعيل ، فأشركنا معك ! فقال : اني لم أؤمر بالمال إنما أمرت بالماء ، فأمهلوني ! فلم يزل يحفر حتى بدا الماء ، فكثر ، ثم قال : بحرها لا تنزف ، وبنى عليها حوضا وملأه ماء ، ونادى : ( هلم إلى الماء الروا ، أعطيته على رغم العدا . ) وكانت قريش تفسد ذلك الحوض وتكسره ، فرأى في المنام : ان قم ، فقل : اللهم ! اني لا أحله لمغتسل ، ولكن لشارب حل ، فقام عبد المطلب ، فقال ذلك ، فلم يكن يفسد ذلك الحوض أحد إلا رمي بداء من ساعته ، فتركوه . ولما استقام له الماء دعا ستة قداح ، فجعل لله قدحين أسودين ، وجعل للكعبة قدحين أبيضين ، وجعل لقريش قدحين أحمرين ، ثم أخذها بيده ، واستقبل الكعبة ، ثم أفاض ، وهو يقول : يا رب أنت الأحد الفرد الصمد ، * إن شئت ألهمت الصواب والرشد وزدت في المال ، وأكثرت الولد ، * إني مولاك على رغم معد ثم ضرب فخرج الأسودان لله ، فقال قال ربكم : هو مالي ، ثم أفاض ، وهو يقول : لهم أنت الملك المحمود ، * وأنت ربي المبدئ المعيد من عندك الطارف والتليد ، * إن شئت ألهمت بما تريد فخرج الأبيضان للكعبة ، فقال : أخبرني ربي أن المال كله له ، فحلى به الكعبة ، وجعله صفائح على باب الكعبة ، وكان أول من حلى الكعبة . .