نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 246
فلج اسمه عبد المطلب ، وترك شيبة . ولما حضر رحيل المطلب إلى اليمن قال لعبد المطلب : أنت يا ابن أخي أولى بموضع أبيك ، فقم بأمر مكة . فقام مقام المطلب ، فتوفي المطلب في سفره ذلك بردمان ، فقام عبد المطلب بأمر مكة ، وشرف وساد ، وأطعم الطعام ، وسقى اللبن والعسل ، حتى علا اسمه ، وظهر فضله ، وأقرت له قريش بالشرف ، فلم يزل كذلك . قال محمد بن حسن : لما تكامل لعبد المطلب مجده وأقرت له قريش بالفضل ، رأى ، وهو نائم في الحجر ، آتيا أتاه ، فقال له : قم يا أبا البطحاء ، واحفر زمزم حفيرة الشيخ الأعظم . فاستيقظ ، فقال : اللهم بين لي في المنام مرة أخرى ، فرآه يقول : قم فاحفر برة ! قال : وما برة ؟ قال : مضنة ضن بها على العالمين ، وأعطيتها ، ثم رأى قائلا يقول له : قم يا أبا الحارث ، فاحفر زمزم لا تنزف ولا تذم ، تروي الحج الأعظم ، ثم رأى ثالثة : قم فاحفر ! قال : وما أحفر ؟ قال : احفر بين الفرث والدم عند مبحث الغراب الأعصم وقرية النمل ، فإذا أبصرت الماء ، فقل : ( هلم إلى الماء الروا ، أعطيته على رغم العدا . ) فلما استيقن عبد المطلب انه قد صدق جلس عند البيت مفكرا في أمره ، وذبحت بقرة بالحزورة ، فأفلتت ، وأقبلت تسعى ، حتى طرحت نفسها موضع زمزم ، فسلخت هناك ، وقسم لحمها ، وبقي الفرث والدم ، فقال عبد المطلب : الله أكبر ! ثم سعى لينظر ، فإذا قرية نمل مجتمع في الأرض ، فانطلق ، فأتى بمعول ، وابنه الحارث وحيده ، فاجتمعت إليه قريش فقالوا : ما هذه ؟ قال : أمرني ربي أن أحفر ما يروي الحجيج الأعظم ! فقالوا له : أمر ربك بالجهل ، لم لا تحفر في مسجدنا ؟ قال : بذلك أمرني ربي . فلم يحفر إلا قليلا ، حتى بدا الطي ، فكبر ، واجتمعت قريش ، فعلمت لما رأت الطي انه قد صدق ، وليس له من الولد يومئذ إلا الحارث ، فلما رأى وحدته قال : اللهم ! ان لك علي نذرا ، إن وهبت لي عشرة ذكورا ، أن
246
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 246