نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 245
المدينة لتكون عند أبيها وأهلها ، ومعه ابنه عبد المطلب ، فلما توفي أقامت بالمدينة . وكان المطلب بن عبد مناف قد قام بأمر مكة بعد أخيه هاشم ، فلما كبر عبد المطلب بلغ المطلب مكانه ووصف له حاله ، ومر رجل من تهامة بالمدينة ، فإذا غلمان يتناضلون ، وإذا غلام فيهم إذا أصاب قال : أنا ابن هاشم ، أنا ابن سيد البطحاء ! فقال له الرجل : من أنت يا غلام ؟ قال : أنا شيبة بن هاشم بن عبد مناف . فانصرف الرجل ، حتى قدم مكة فوجد المطلب بن عبد مناف جالسا في الحجر ، فقال : يا أبا الحارث ، علمت اني جئت من يثرب ، فوجدت غلمانا يتناضلون . وقص عليه ما رأى من عبد المطلب قال : وإذا أظرف غلام ما رأيته قط . قال المطلب : أغفلته ، أما والله لا أرجع إلى أهلي حتى آتيه ! فخرج المطلب حتى أتى المدينة عشاء ، ثم خرج على راحلته حتى أتى بني عدي بن النجار ، فلما نظر إلى ابن أخيه قال : هذا ابن هاشم ؟ قال القوم : نعم ! وعرف القوم المطلب ، قالوا : هذا ابن أخيك ، فإن أردت أخذه الساعة لاتعلم أمه ، فإنها ان علمت حلنا بينك وبينه . فأناخ راحلته ، ثم دعاه : يا ابن أخي ! أنا عمك وقد أردت الذهاب بك إلى قومك ، فاركب ! فما كذب عبد المطلب ان جلس على عجز الراحلة ، وجلس المطلب على الرحل ، ثم بعثها ، فانطلقت ، فلما علمت أمه علقت تدعو حربها ، فأخبرت ان عمه ذهب به . ودخل المطلب مكة ، وهو خلفه ، والناس في أسواقهم ومجالسهم ، فقاموا يرحبون به ، ويحيونه ، ويقولون : من هذا معك ؟ فيقول : عبدي ابتعته بيثرب ، ثم خرج حتى أتى الحزورة ، فابتاع له حلة ، ثم أدخله على امرأته خديجة بنت سعيد بن سهم ، فلما كان العشي ألبسه ، ثم جلس في مجلس بني عبد مناف ، وأخبرهم خبره ، وجعل بعد ذلك يخرج في تلك الحلة ، فيطوف في سكك مكة ، وكان أحسن الناس ، فتقول قريش : هذا عبد المطلب !
245
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 245