نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 242
الأحابيش . . . [1] وأم نوفل وأبي عمرو : واقدة بنت أبي عدي ، وهو عامر بن عبد نهم من بني عامر بن صعصعة ، ويقال ان هاشما وعبد شمس كانا توأمين ، فخرج هاشم ، وتلاه عبد شمس ، وعقبه ملتصق بعقبه ، فقطع بينهما بموسى ، فقيل : ليخرجن بين ولد هذين من التقاطع ما لم يكن بين أحد . وشرف هاشم بعد أبيه ، وجل أمره ، واصطلحت قريش على أن يولى هاشم بن عبد مناف الرئاسة والسقاية والرفادة ، فكان إذا حضر الحج قام في قريش خطيبا ، فقال : يا معشر قريش ! انكم جيران الله وأهل بيته الحرام ، وانه يأتيكم في هذا الموسم زوار الله يعظمون حرمة بيته ، فهم أضياف الله ، وأحق الضيف بالكرامة ضيفه ، وقد خيركم الله بذلك ، وأكرمكم به ، تم حفظ منكم أفضل ما حفظ جار من جاره ، فأكرموا ضيفه وزواره ، فإنهم يأتون شعثا غبرا من كل بلد على ضوامر كالقداح ، وقد أعيوا وتفلوا ، وقملوا ، وارملوا ، فأقروهم ، وأغنوهم ! فكانت قريش ترافد على ذلك . وكان هاشم يخرج مالا كثيرا ، ويأمر بحياض من أدم ، فتجعل في موضع زمزم ، ثم يسقى فيها من الآبار التي بمكة ، فيشرب منها الحاج ، وكان يطعمهم بمكة ومنى وعرفة وجمع ، وكان يثرد لهم الخبز واللحم والسمن والسويق ، ويحمل لهم المياه ، حتى يتفرق الناس إلى بلادهم ، فسمي هاشما . وكان أول من سن الرحلتين : رحلة الشتاء إلى الشأم ورحلة الصيف إلى الحبشة إلى النجاشي ، وذلك أن تجارة قريش لا تعدو مكة ، فكانوا في ضيق ، حتى ركب هاشم إلى الشأم ، فنزل بقيصر ، فكان يذبح في كل يوم شاة ، ويضع جفنة بين يديه ، ويدعو من حواليه . وكان من أحسن الناس وأجملهم ، فذكر لقيصر ، فأرسل إليه ، فلما رآه ، وسمع كلامه ، أعجبه ، وجعل يرسل إليه ، فقال هاشم : أيها الملك إن لي قوما ، وهم تجار العرب ، فتكتب لهم كتابا يؤمنهم ويؤمن تجاراتهم ، حتى .