نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 234
وكثير ، وحراق ، هؤلاء لا بقية لهم ، فأما تيم الأدرم ، فإنه أعقب . وكان لؤي بن غالب سيدا شريفا بين الفضل ، يروى انه قال لأبيه غالب ابن فهر ، وهو غلام حدث : يا أبه ! رب معروف قل إخلافه ، ونصر ، يا أبه ، من أخلفه اخمله ، وإذا أخمل الشئ لم يذكر ، وعلى المولى تكبير صغيره ونشره ، وعلى المولى تصغير كبيره وستره . فقال له أبوه : يا بني اني أستدل بما أسمع من قولك على فضلك ، واستدعي بن الطول لك في قومك ، فإن ظفرت بطول ، فعد على قومك ، واكف غرب جهلهم بحلمك ، والمم شعثهم برفقك ، فإنما يفضل الرجال الرجال بأفعالهم ، فإنها على أوزانها [1] ، وأسقط الفضل ، ومن لم تعل له درجة على آخر لم يكن له فضل ، وللعليا أبدا على السفلى فضل . فلما مات غالب بن فهر قام لؤي بن غالب مقامه . وكان للؤي من الولد : كعب ، وعامر ، وسامة ، وخزيمة ، وأمهم عائذة ، وعوف ، والحارث ، وجشم ، وأمهم ماوية بنت كعب بن القين ، وسعد بن لؤي ، وأمه يسرة بنت غالب بن الهون بن خزيمة ، فأما سامة بن لؤي ، فإنه هرب من أخيه عامر بن لؤي ، وذلك أنه كان بينهما شر ، فوثب سامة على عامر ففقأ عينه ، فأخافه عامر ، فهرب منه ، فصار إلى عمان ، فيقال انه مر ذات يوم على ناقة له ، فوضعت الناقة مشفرها في الأرض ، فعلقتها أفعى ونفضتها ، فوقعت على سامة ، فنهشت الأفعى ساقه ، فقتلته ، فقال فيما يزعمون ، حين أحس بالموت : عين فابكي لسامة بن لؤي ، * علقت ما بساقه العلاقة لم يروا مثل سامة بن لؤي ، * يوم حلوا به ، قتيلا لناقه بلغا عامرا وكعبا رسولا * أن نفسي إليهما مشتاقه إن تكن في عمان داري ، فإني * ماجد قد خرجت من غير فاقه .