نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 174
وأقبل ابن لكسرى كان قد هرب إلى نصيبين لما قتل شيرويه يقال له فرخزاد خسرو ، فتوج وملك ، وكان نبيلا ، فملك سنة ، ثم وجدوا يزدجرد بن كسرى ، وكانت أمه حجامة وقع عليها كسرى ، فجاءت بيزدجرد ، فتطيروا منه ، فغيبوه ، ثم اضطروا إليه ، فجاءوا به وأمورهم مضطربة ، وأهل مملكته مجترئون عليه ، ولما أتى لملكه أربع سنين قدم سعد بن أبي وقاص القادسية ، فبعث إليه برستم ، ثم صار المسلمون إلى المدائن ، وهي مدينة الملك ، يوم النوروز ، وقد استعدت الفرس بصنوف الأطعمة ، واستعدت أحسن الزينة ، فانهزمت الفرس ، وهرب يزدجرد ، فلم يزل المسلمون يتبعونه ، حتى صاروا إلى مرو ، فدخل طاحونة ، وقتله صاحب الطاحونة ، وكان ملكه إلى أن قتل عشرين سنة . وكانت الفرس تعظم النيران ، ولا تستنجي بالماء ، إنما تستنجي بالدهن ، ولا تتخذ لقصورها أبوابا ، إنما كانت أبوابها عليها الستور ، يحفظها الحرس من الرجال ، ولا تأكل إلا بزمزمة ، وهو الكلام الخفي ، وتنكح الأمهات والأخوات والبنات ، وتذهب إلى انها صلة لهن ، وبر بهن ، وتقرب إلى الله فيهن . ولم تكن لها حمامات ولا كنف ، وكانت تعظم الماء والنار والشمس والقمر والأنوار كلها . وكانت تعد الأزمنة على شهورها وأيام أعيادها ، وكان الخريف عندهم شهريور ماه ، ومهرماه ، وآبان ماه ، والشتاء آذرماه ، ودي ماه ، وبهمن ماه ، والربيع اسفندار مذماه ، وفروردين ماه ، وارديبشهت ماه ، والقيظ خرداذ ماه ، وتير ماه ، ومرداذ ماه ، وكانت تزيد في الخريف خمسة أيام تسميها أيام الاندركاه ، فتكون السنة ثلاثمائة وخمسة وستين يوما ، وشهورهم ثلاثين يوما ، ورأس سنتهم يوم النوروز ، وهو أول يوم من فروردين ، ويكون ذلك في نيسان وآذار ، وقد مرت الشمس في الحمل ، وهو يوم عيدهم المعظم
174
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 174