نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 173
وجلس شهربراز على سرير الملك ، ودعا نفسه ملكا ، فلما رأت الفرس فعل شهربراز أعظمته ، وقالت : مثل هذا لا يملك علينا ! فوثبوا به ، وقتلوه ، وجروا برجله . ولما قتلت الفرس شهربراز طلبوا رجلا من أهل الملك ، فلم يجدوه ، فملكوا بوران بنت كسرى ، فأحسنت السيرة ، وبسطت العدل والاحسان ، وكتبت إلى آفاقها كتابا تعد فيه بالعدل والاحسان ، وتأمرهم بجميل المذهب والقصد والسداد ، ووادعت ملك الروم . وكان ملكها سنة وأربعة أشهر . ثم ملكت آزرميدخت بنت كسرى ، واستقام أمرها ، فقال فرخهرمزد اصبهبذ خراسان : أنا اليوم قريع الناس ، وعماد مملكة فارس ، فزوجيني نفسك ! فقالت : لا يجوز لملكة أن تزوج نفسها ، ولكن إذا أردت أن تصل إلي ، فأتني بالليل ! فرضي بذلك ، فأمرت صاحب حرسها أن يرصده حتى يدخل ، ثم يقتله ، فلما كان الليل أتى ، فدخل وبصر به صاحب الحرس ، فقال : من أنت ؟ فقال : أنا فرخهرمزد ! فقال : وما تصنع في مثل هذا الوقت في موضع لا يدخله مثلك ؟ فضربه حتى قتله ، وطرحه في الرحبة ، فلما غدا الناس رأوه قتيلا ، فرفعوا خبره ، وكان ابنه رستم ، الذي لقي سعد بن أبي وقاص بالقادسية ، بخراسان ، فقدم ، فقتل آزرميدخت ، وكان ملكها ستة أشهر . ثم ملك رجل من عقب اردشير بن بابك يقال له كسرى بن مهرجشنس ، وقد كان دعي إلى الملك قبل ذلك ، فامتنع منه ، وكان مقامه بالأهواز ، فلما ملك لبس التاج ، وجلس على السرير ، فقتلوه بعد أيام ، فلم يتم له شهر ، فأعوز عظماء الفرس من يملكونه من أهل بيت المملكة ، ثم وجدوا رجلا يقال له فيروز قد أولده أنوشروان من قبل أمة فملكوه ضرورة ، فلما أجلس ليتوج ، وكان ضخم الرأس ، قال : ما أضيق هذا التاج ! فتطيرت عظماء الفرس من قوله ، فقتلوه .
173
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 173