نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 155
بمعمودية واحدة ، بمغفرة الخطايا وقيام الأموات ، وحرموا من قال بعد هذا شيئا ، وافترقوا من القسطنطينية ، وكان ملك تيدوسوس سبع عشرة سنة . ثم ملك بعده ابن أخيه تيدوسوس الأصغر والنطيانوس ، وكان الجمع الثالث للنصرانية ، فاجتمع بافسس ، وحضر مائتا أسقف ، وخالف نسطور على القوم جميعا ، وقال : ان المسيح جوهران وكيانان ، إله تام بجوهره وكيانه ، فالأب ولد الاله ، ولم يلد إنسانا ، والام ولدت إنسانا ، ولم تلد الاله ، فقال له قريلس : إن كان الامر كما قلت ، فمن عبد المسيح ، فهو مسئ ، لأنه قد يكون عبد قديما ومحدثا ، ومن ترك عبادته ، فقد كفر ، لأنه يكون قد ترك عبادة القديم كما ترك عبادة المحدث ، ومن عبد الاله دون الانسان ، فلم يعبد المسيح ، إذ كان لا يستحق أن يقال مسيحا من إحدى جهتيه دون الأخرى ، فأوجب ذلك على من حضر ، وخالفه بطرخ أنطاكية ، فقال نسطور : بطرخ أنطاكية يقول بمثل قولي . وهرب نسطور إلى أرض العراق ، فصارت النسطورية بالعراق ، وصيروا رئيسهم ، مكان البطرخ ، جاثليق ، فافترقوا على هذا ، وكان ملك تيدوسوس الأصغر سبعا وعشرين سنة . ثم ملك مرقيانوس ، وكان في عهده الاجتماع الرابع ، وكان سبب ذلك أن طرسيوس ، صاحب اليعقوبية ، قال : ان المسيح جوهر واحد وطبيعة واحدة ، فأنكرته النصارى ، فاجتمع ستمائة وثلاثون أسقفا بالقسطنطينية ، وناظروا طرسيوس ، فقالوا له : ان كان المسيح ، كما زعمت ، طبيعة واحدة ، فالطبيعة القديمة هي الطبيعة المحدثة ، وإن كان القديم من المحدث ، فالذي لم يزل هو الذي لم يكن ، فلم يرجع عن مقالته ، فحرموه ، فصار إلى أرض مصر والإسكندرية ، وكان طبيبا ، فأقام بها . وكان ملك مرقيانوس خمس سنين . ثم ملك بعده اليون واليموس [1] سبع عشرة سنة ، ثم ملك زينون ثماني عشرة .