نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 254
أديان العرب وكانت أديان العرب مختلفة بالمجاورات لأهل الملل ، والانتقال إلى البلدان ، والانتجاعات ، فكانت قريش ، وعامة ولد معد بن عدنان ، على بعض دين إبراهيم ، يحجون البيت ، ويقيمون المناسك ، ويقرون الضيف ، ويعظمون الأشهر الحرم ، وينكرون الفواحش والتقاطع والتظالم ، ويعاقبون على الجرائم ، فلم يزالوا على ذلك ما كانوا ولاة البيت . وكان آخر من قام بولاية البيت الحرام من ولد معد : ثعلبة بن إياد بن نزار ابن معد ، فلما خرجت إياد وليت خزاعة حجابة البيت ، فغيروا ما كان عليه الامر في المناسك ، حتى كانوا يفيضون من عرفات قبل الغروب ، ومن جمع بعد أن تطلع الشمس . وخرج عمرو بن لحي ، واسم لحي ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر ، إلى أرض الشأم ، وبها قوم من العمالقة يعبدون الأصنام ، فقال لهم : ما هذه الأوثان التي أراكم تعبدون ؟ قالوا : هذه أصنام نعبدها ، نستنصرها ، فننصر ، ونستسقي بها ، فنسقى ، فقال : ألا تعطونني منها صنما ، فأسير به إلى أرض العرب ، عند بيت الله الذي تفد إليه العرب ؟ فأعطوه صنما يقال له هبل ، فقدم به مكة ، فوضعه عند الكعبة ، فكان أول صنم وضع بمكة ، ثم وضعوا به إساف ونائلة كل واحد منهما على ركن من أركان البيت ، فكان الطائف ، إذا طاف ، بدأ بإساف ، فقبله ، وختم به ، ونصبوا على الصفا صنما يقال له مجاور الريح ، وعلى المروة صنما يقال له مطعم الطير ، فكانت العرب إذا حجت البيت ، فرأت تلك الأصنام ، سألت قريشا وخزاعة ، فيقولون : نعبدها لتقربنا إلى الله زلفى ، فلما رأت العرب ذلك اتخذت أصناما ، فجعلت كل
254
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 254