نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 153
ملوك الروم المتنصرة وكان أول من ملك من ملوك الروم ، فخرج من مقالة اليونانية إلى النصرانية : قسطنطين ، وكان سبب ذلك أنه كان يحارب قوما ، فرأى في منامه كأن رماحا نزل بها من السماء عليها صلبان ، فلما أصبح حمل على رماحه الصلبان ، ثم حارب ، فظفر ، وكان ذلك سبب تنصره ، فقام بدين النصرانية ، وبنى الكنائس ، وجمع الأساقفة من كل بلد لإقامة دين النصرانية ، فكان أول اجتماع لهم واجتمع بنيقية ثلاثمائة وثمانية عشر أسقفا ، وأربعة بطارخة : بطرخ الإسكندرية ، وبطرخ رومية ، وبطرخ أنطاكية ، وبطرخ القسطنطينية . وكان سبب جمع قسطنطين هؤلاء انه لما تنصر ، وحلت النصرانية بقلبه ، أراد أن يستقصى علمها ، فأحصى مقالات أهلها ، فوجد ثلاث عشرة مقالة ، فمنها قول من قال إن المسيح وأمه كانا إلهين ، ومنها قول من قال إنه من الأب بمنزلة شعلة نار انفصلت من شعلة نار ، فلم ينقص الأولى انفصال الثانية ، ومنها مقالة من قال بتألهه ، ومنها مقالة من قال بتعبيده ، ومنها مقالة من قال : ان جسده كان خيالا مثل متى وأصحابه ، ومنها مقالة من قال : هو الكلمة ، ومنها قول من قال : هو الابن ، ومنها مقالة من قال : هو روح قديمة ، ومنها مقالة من قال : هو ابن يوسف ، ومنها مقالة من قال : هو نبي من الأنبياء ، ومنها مقالة من قال : هو لاهوتي وناسوتي ، فجمع قسطنطين ثلاثمائة وثمانية عشر أسقفا وأربعة بطارخة ولم يكن في ذلك العصر غيرهم . وكان بطرخ الإسكندرية يقول : ان المسيح مألوه مخلوق ، فلما اجتمعوا ناظروه في ذلك ، فأجمع مقالة القوم جميعا ان قالوا : ان المسيح ولد من الأب قبل كون الخلائق ، وهو من طبيعة الأب ، ولم يذكروا روح القدس ، ولا أثبتوه
153
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 153