نام کتاب : تاريخ المدينة نویسنده : ابن شبة النميري جلد : 1 صفحه : 321
ومعي أم مسطح معها سحبل [1] ماء فعثرت فعقلها إزارها فقالت : تعس مسطح ، فقالت عائشة : سبحان الله سببت رجلا من المهاجرين شهد بدرا وهو ابنك ! ! قالت أو ما تدرين ما قال لك ؟ قالت : وما قال لي ؟ قالت : زال بك السيل وما تدرين ؟ إنه قال كذا وكذا ، قالت عائشة : فرجعت إلى بيتي قد تقلص ذلك مني ما قدرت على قضاء حاجة ، فبكيت من العشاء حتى أصبحت ما دخل في عيني نوم ولا جفت لي عين ، ثم بكيت من بكرة حتى الليل ما جفت لي عين ولا دخل في عيني نوم ، فلما أمسيت قلت : يا رسول الله ائذن لي أن آتي أبوي ، قال " نعم إن شئت " قالت فجئت إلى أبوي فقلت لهما : ألا خبرتماني حتى أعتذر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال لها أبو بكر رضي الله عنه : والله لوددت أني لم أرك قط ، وددت أن لو كنت حيضة ، والله ما قيل ذلك في الجاهلية فكيف في الاسلام ، قالت : والله لا يخزيك الله أبدا ، فقالت أمها أم رومان : يا بنية اخفضي عليك شأنك ، والله ما كانت امرأة قط يحبها زوجها ولها ضرائر إلا يبغينها شرا ، قالت : فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فرأى في وجوههم من الحزن ما رأى ، فقال : " يا عائشة إن كنت فعلت شيئا مما قالوا فأخبريني حتى أستغفر الله لك ، فقالت لأبويها : أجيبا رسول الله صلى الله عليه وسلم عني ، قال أبو بكر رضي الله الله عنه : والله ما أدري ما أجيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما أدري ماذا أقول ، قالت عائشة : والله لا أستغفر الله من هذا الذنب
[1] ما في الأصل " يقرأ سحبل أو سجل " والسحبل : الضخم من الأسقية ، والسجل : الدلو الكبير ( أقرب الموارد ) .
321
نام کتاب : تاريخ المدينة نویسنده : ابن شبة النميري جلد : 1 صفحه : 321