الناس وعامتهم تقدم إليه بعض وجهاء العرب في أن ينقل إلى اللغة العربية كتاب التاريخ الذي ألفه في السرياني . فلبى طلبتهم واقبل على العمل فأتمه إلَّا بعض صفحات في نحو شهر بإنشاء على جانب من التهذيب والفصاحة . وكان نقله لهذا التاريخ في أواخر حياته وقد ضمنه أمورا كثيرة لا توجد في المطول السرياني ولا سيما فيما يتعلق بدولتي الإسلام والمغول وتراجم العلماء والأطباء .
وكان أبو الفرج مع كثرة علومه ماهرا في جميعها متقنا لكلها غير مكتف بنتف منها .
وكان من المنشئين المجيدين في العربية ، اما في السريانية فإنه من أكابر كتبتها المبرزين ولذلك سماه العلامة السمعاني أمير الكتبة اليعاقبة . وإذا نظرت إلى خبرته في كثير من العلوم أيقنت انه كان اعلم وأعلى جميع السريان الذين اشتهروا بالمعارف .