نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 422
والدواب وكتب ابن حمدان بالمسير إليهم من جهة الرحبة ليجتمع هو ومحمد على الايقاع بهم ففعل ذلك . فلمّا أحسّ الكلبيون بإقبال الجيش إليهم وثبوا بنصر فقتلوه ، قتله رجل منهم يقال له : الذئب بن القائم ، وسار برأسه إلى المكتفي متقرباً بذلك مستأمناً فأجيب إلى ذلك وأجيز بجائزة سنيّة ، وأمر بالكف عن قومه ، واقتتلت القرامطة بعد نصر حتى سالت بينهم الدماء ، وسارت فرقة كرهت أمورهم إلى بني أسد بنواحي عين التمر واعتذروا إلى الخليفة فقبل عذرهم ، وبقي على الماءين بقيتهم ممّن له بصيرة في دينه ، فكتب الخليفة إلى ابن حمدان يأمره بمعاودتهم واجتثاث أصلهم ، فأرسل إليهم زكرويه بن مهرويه داعية له يسمى : القاسم بن أحمد ، ويعرف بأبي محمد وأعلمهم أن فعل الذئب قد نفره منهم وأنهم قد ارتدوا عن الدين وأن وقت ظهورهم قد حضر ، وقد بايع له من أهل الكوفة أربعون ألفاً ، وأن يوم موعدهم الذي ذكره الله في شأن موسى ( ص ) وعدوّه فرعون إذ يقول : ( مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحىً ) ( 1 ) ويأمرهم أن يخفوا أمرهم وأن يسيروا حتى يصبحوا الكوفة يوم النحر سنة 293 فإنهم لا يمنعون منها ، وأنه يظهر لهم وينجز لهم وعده الذي يعدهم إياه ، وأن يحملوا إليه القاسم بن أحمد . فامتثلوا رأيه ووافوا باب الكوفة وقد انصرف الناس عن مصلاهم ، وعاملهم إسحق بن عمران ووصلوها في 800 فارس عليهم الدروع والجواشن والآلات الحسنة وقد ضربوا على القاسم بن أحمد قبة وقالوا : هذا أثر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ودعوا : يا لثارات الحسين ، يعنون الحسين بن زكرويه المصلوب ببغداد ، وشعارهم : يا أحمد يا محمد ، يعنون ابني زكرويه المقتولين ، فأظهروا الأعلام البيض وأرادوا استمالة رعاع الناس بالكوفة بذلك ، فلم يمل إليهم أحد ، فأوقع القرامطة بمن لحقوه من أهل الكوفة وقتلوا نحواً من عشرين نفساً ، وبادر الناس الكوفة وأخذوا السلاح ، ونهض بهم إسحق ودخل مدينة الكوفة من القرامطة مائة فارس فقتل منهم عشرين نفساً ، وأخرجوا عنها ، وظهر إسحق وحاربهم إلى العصر ، ثم انصرفوا نحو القادسية ، وعاثوا بالبلاد الإسلامية وقطعوا طريق الحاج على المسلمين وقتلوا منهم
1 - سورة طه : 59 .
422
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 422