نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 373
قال سعيد : أصابت إذن أمّي اسمي . فقال الحجاج : لأبدلنك بالدنيا ناراً تلظى . قال سعيد : ولو أني أعلم أن ذاك بيدك لاتخذتك إلهاً . قال الحجاج : فما قولك في محمد ؟ قال سعيد : نبي الرحمة ورسول ربّ العالمين إلى الناس كافة بالموعظة الحسنة . فقال الحجاج : فما قولك في الخلفاء ؟ قال سعيد : لست عليهم بوكيل ، كل امرئ بما كسب رهين . قال الحجاج : أشتمهم أم امدحهم ؟ قال سعيد : لا أقول ما لا أعلم ، إنما استحفظت أمر نفسي . قال الحجاج : أيهم أعجب إليك ؟ قال : حالاتهم يفضل بعضهم على بعض . قال الحجاج : صف لي قولك في عليّ ، أفي الجنة هو أم في النار ؟ قال سعيد : لو دخلت الجنة فرأيت أهلها علمت ، ولو رأيت من في النار علمت ، فما سؤالك عن غيب قد حفظ بالحجاب ؟ قال الحجاج : فأي رجل أنا يوم القيامة ؟ فقال سعيد : أنا أهون على الله من أن يطلعني على الغيب . قال الحجاج : أبيت أن تصدقني . قال سعيد : بل لم أرد أن أكذبك . فقال الحجاج : فدع عنك هذا كله ، أخبرني مالك لم تضحك قط ؟ قال : لم أر شيئاً يضحكني ، وكيف يضحك مخلوق من طين والطين تأكله النار ومنقلبه إلى الجزاء ، واليوم يصبح ويمسي في الابتلاء . قال الحجاج : فأنا أضحك . فقال سعيد : كذلك خلقنا الله أطواراً . قال الحجاج : هل رأيت شيئاً من اللهو ؟ قال : لا أعلمه . فدعا الحجاج بالعود والناي ، قال : فلمّا ضرب بالعود ونفخ في الناي بكى سعيد .
373
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 373