نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 371
قال : بلى . قال : فتنكث بيعتين لأمير المؤمنين وتوفي بواحدة للحائك ابن الحائك ، والله لأقتلنك . قال : إني إذن لسعيد كما سمّتني أمي . فضربت رقبته ، فبدر رأسه عليه كمة بيضاء لاطية ( 1 ) ، فلمّا سقط رأسه هلل ثلاثاً أفصح بمرة ولم يفصح بمرتين . فلمّا قتل التبس عقل الحجاج فجعل يقول : قيودنا قيودنا . فظنوا أنه يريد القيود ، فقطعوا رجلي سعيد من أنصاف ساقيه وأخذوا القيود وكان الحجاج إذا نام يراه في منامه يأخذ بمجامع ثوبه فيقول : يا عدو الله فيما قتلتني ؟ فيقول : مالي ولسعيد بن جبير مالي ولسعيد بن جبير . هذا ما ذكره ابن الأثير في خبر قتله ( 2 ) . ولكن ابن قتيبة الدينوري في كتاب الإمامة والسياسة ، يذكر لنا وجهاً آخر في ذلك فيقول : وذكروا أن مسلمة بن عبد ( الملك ) ( 3 ) كان والياً على أهل مكة ، فبينما هو يخطب على المنبر إذ أقبل خالد بن عبد الله القسري من الشام والياً عليها فدخل المسجد ، فلمّا قضى مسلمة خطبته صعد خالد المنبر ، فلمّا ارتقى في الدرجة الثالثة تحت مسلمة أخرج طوماراً مختوماً ففضه ثم قرأه على الناس فيه : بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الملك بن مروان أمير المؤمنين إلى أهل مكة ، أمّا بعد فإني وليت عليكم خالد بن عبد الله القسري فاسمعوا له وأطيعوا ، ولا يجعلن امرؤ على نفسه سبيلا ، فإنما هو القتل لا غير ، وقد برئت الذمة من رجل آوى سعيد بن جبير والسلام . ثم التفت إليهم خالد وقال : والذي نحلف به ونحجّ إليه ، لا أجده في دار أحد إلاّ قتلته وهدمت داره ودار كل من جاوره واستبحت حرمته ، وقد أجلت لكم فيه ثلاثة
1 - الكمة اللاطية : القلنسوة الصغيرة المدورة الراخية . الصحاح : 3 / 1156 و 5 / 2024 . 2 - الكامل في التاريخ : 4 / 580 ، وكذا ابن سعد في الطبقات : 6 / 265 . 3 - في المطبوع : ( الله ) ، وما أثبتناه من المصدر .
371
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 371