نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 370
رتبيل ، هرب سعيد إلى أصبهان ، فكتب الحجاج إلى عاملها بأخذ سعيد ، فخرج العامل من ذلك فأرسل إلى سعيد يعرّفه ذلك ويأمره بمفارقته ، فسار عنه فأتى أذربيجان فطال عليه القيام ، فاغتم بها فخرج إلى مكة فكان بها هو وأناس أمثاله يستخفون فلا يخبرون أحداً أسماءهم ، فلمّا ولي خالد بن عبد الله مكة قيل لسعيد : إنه رجل سوء فلو سرت عن مكة . فقال : والله لقد فررت حتى استحييت من الله وسيجيئني ما كتب الله لي . فلمّا قدم خالد مكة كتب إليه الوليد بحمل أهل العراق إلى الحجاج ، فأخذ سعيد بن جبير ومجاهداً وطلق بن حبيب ، فأرسلهم إليه فمات طلق بالطريق وحبس مجاهد حتى مات الحجاج ، وكان سيّرهم مع حرسين فانطلق أحدهما لحاجة وبقي الآخر فقال لسعيد - وقد استيقظ من نومه ليلا - : يا سعيد إني أبرأ إلى الله من دمك إني رأيت في منامي فقيل لي : ويلك تبرّأ من دم سعيد بن جبير ، فاذهب حيث شئت فإني لا أطلبك . فأبى سعيد ، فرأى ذلك الحرسي مثل تلك الرؤيا ثلاثاً ، ويأذن لسعيد في الذهاب وهو لا يفعل ، فقدموا به الكوفة فأنزل في داره ، وأتاه قرّاء الكوفة فجعل يحدّثهم وهو يضحك وبنية له في حجره ، فلمّا نظرت إلى القيد في رجله بكت . ثم أدخلوه على الحجاج فلمّا أُتي به قال : لعن الله ابن النصرانية - يعني خالداً وكان هو أرسله - أما كنت أعرف مكانه ، بلى والله والبيت الذي هو فيه بمكة ، ثم أقبل عليه فقال : يا سعيد ألم أشركك في إمامتي ؟ ألم أفعل ؟ ألم أستعملك ؟ قال : بلى . قال : فما أخرجك عليّ ؟ قال : إنما أنا امرؤ من المسلمين يخطئ مرة ويصيب مرة . فطابت نفس الحجاج ثم عاوده في شيء فقال : إنما كانت بيعة في عنقي . فغضب الحجاج وانتفخ وقال : يا سعيد ألم أقدم مكة فقتلت ابن الزبير وأخذت بيعة أهلها وأخذت بيعتك لأمير المؤمنين عبد الملك ؟ قال : بلى . قال : ثم قدمت الكوفة والياً فجددت البيعة فأخذت بيعتك لأمير المؤمنين ثانية ؟
370
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 370