نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 356
معك . فقال ابن مطيع : إني لأكره أن آخذ منه أماناً والأمور لأمير المؤمنين مستقيمة بالحجاز والبصرة . قال : فتخرج ولا يشعر بك أحد فتنزل بالكوفة عند من تثق إليه ، حتى تلحق بصاحبك . وأشار بذلك عبد الرحمن بن سعيد وأسماء بن خارجة وابن مخنف وأشراف الكوفة ، فأقام حتى أمسى وقال لهم : قد علمت إن الذين صنعوا هذا بكم أنهم أراذلكم وأخساؤكم ، وأن أشرافكم وأهل الفضل منكم سامعون مطيعون ، وأنا مبلغ ذلك صاحبي ومعلمه طاعتكم وجهادكم حتى كان الله الغالب على أمره ، فأثنوا عليه خيراً . خرج عنهم وأتى دار أبي موسى فجاء ابن الأشتر ونزل القصر ففتح أصحابه الباب وقالوا : يا بن الأشتر آمنون نحن . قال : أنتم آمنون . فخرجوا فبايعوا المختار ، ودخل المختار القصر فبات فيه وأصبح أشراف الناس في المسجد وعلى باب القصر ، وخرج المختار فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، فقال : الحمد لله الذي وعد وليّه النصر وعدوّه الخسر ، وجعله فيه إلى آخر الدهر وعداً مفعولا وقضاء مقضياً ، وقد خاب من افترى ، أيها الناس إنّا رفعت لنا راية ، ومدت لنا غاية ، فقيل لنا في الراية : أن ارفعوها ( 1 ) ، وفي الغاية : أن اجروا إليها ولا تعدوها . فسمعنا دعوة الداعي ومقالة الواعي ، فكم من ناع وناعية لقتلى في الواعية ، وبعداً لمن طغى وأدبر وعصى وكذّب وتولى ، ألا فأدخلوا أيها الناس وبايعوا بيعة هدى ، فلا والذي جعل السماء سقفاً مكفوفاً ، والأرض فجاجاً سبلا ، ما بايعتم بعد بيعة عليّ بن أبي طالب وآل عليّ أهدى منها . ثم نزل ودخل عليه أشراف الكوفة ، فبايعوه على كتاب الله وسنّة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والطلب بدماء أهل البيت ( عليهم السلام ) وجهاد المحلين والدفع عن الضعفاء وقتال
1 - في بعض المصادر زيادة : ( ولا تضيعوها ) .
356
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 356