نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 355
المختار في أثر إبراهيم ثم وقف في موضع مصلى خالد بن عبد الله ، ومضى إبراهيم ليدخل الكوفة من نحو الكناسة ، فخرج إليه شمر بن ذي الجوشن في ألفين ، فسرّح إليه المختار سعيداً بن منقذ الهمداني فواقعه ، وأرسل إلى إبراهيم يأمره بالمسير فسار حتى انتهى إلى سكة شبث فإذا نوفل بن مساحق في ألفين ، وقيل : خمسة آلاف ، وهو الصحيح ، وقد أمر ابن مطيع منادياً فنادى في الناس : أن ألحقوا بابن مساحق ، وخرج ابن مطيع فوقف بالكناسة واستخلف شبث بن ربعي على القصر فدنا ابن الأشتر من ابن مطيع فأمر أصحابه بالنزول وقال لهم : لا يهولنكم أن يقال جاء شبث وآل عتيبة بن النهاس وآل الأشعث وآل يزيد بن الحرث وآل فلان ، فسمّى بيوتات أهل الكوفة . ثم قال : إن هؤلاء لو وجدوا حرّ السيوف لانهزموا عن ابن مطيع انهزام المعزى من الذئب . ففعلوا ذلك ، وأخذ ابن الأشتر أسفل قبائه فأدخله في منطقته - وكان القباء على الدرع - فلم يلبثوا حين حمل عليهم أن انهزموا يركب بعضهم بعضاً على أفواه السكك وازدحموا . انتهى ابن الأشتر إلى ابن مساحق فأخذ بعنان دابته ورفع السيف عليه فقال له : يا بن الأشتر أنشدك الله هل بيني وبينك من إحنة ( 1 ) أو تطلبني بثأر . فخلى سبيله وقال : اذكرها . فكان يذكرها له ، ودخلوا الكناسة في آثارهم حتى دخلوا السوق والمسجد وحصروا ابن مطيع ومعه الأشراف من الناس ، غير عمرو بن حريث فإنه أتي داره ثم خرج إلى البر ، وجاء المختار حتى نزل جانب السوق ، وولي إبراهيم حصار القصر ومعه يزيد بن أنس وأحمر بن شميط ، فحصروهم ثلاثاً فاشتد الحصار عليهم ، فقال شبث لابن مطيع : أنظر لنفسك ولمن معك ، فوالله ما عندهم غنى عنك ولا عن أنفسهم . فقال : أشيروا عليّ . فقال شبث : الرأي أن تأخذ لنفسك ولنا أماناً وتخرج ولا تهلك نفسك ومن
1 - إحنة : أي حقد . الصحاح : 5 / 2068 .
355
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 355